وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة»[930]. ثم وجم وذرفت عيناه، وألقى نظرةً من خلال ضباب عبراته على جثمان عزيزه المرتحل عن هذه الدنيا إلى جوار ربّه الكريم، وناجاه: «يا إبراهيم، لولا أنّه أمر حقّ، ووعد صدق، وأنّ آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنّا عليك أشدّ من هذا». ووجم هنيهة ثم قال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلاَّ ما يرضي الربّ، وإنّا يا إبراهيم عليك لمحزونون»[931]. * * * كلاّ، لم يتجهّم لموت «رقيّة» وجه الوجود، ولا غيّر الرسول منهاجه اليومي أيّ تغيير. فهو يتلقّى الوحي، وهو ينشر الدعوة، وهو يهذّب النفوس، وهو يشارك في الحياة العامة، فيفرح لرفاق طريقه في السرّاء، كما يأسى لهم في الضرّاء. كان يعيش معيشته كغيره من الناس، فإن يكن رسولاً فإنّه بشرٌ ... إنسان. ولماذا يدع أشواك آلامه النفسية حرماً مباحاً يسيمون فيه حتّى تغصّ به الحلوق وتُدمى الأجواف؟ بل قضت رأفته أن يشغلهم عن همومه الخاصّة، ويطويها في فؤاده طيّاً; لإنّه أولى منهم بما يشجيه ... إنّه يستقبل الحياة معهم بوجه جديد، وبكلمة حلوة، وبضحكة مرنة، وبتفاؤل يرفع عن كواهلهم بعض ما يكابدون من معاناة. أم تراه يقنط من روح الله؟ حاشاه!