وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

سرّ تتحطّم دون اقتحامه عبقريات الأفكار ... وأمّا المادة فجسد من تراب وماء، صلاصل كالفخار، هيكل من طين لازب[850]، متراكب بعضه فوق بعض: سِلْخاً سِلْخاً، وقشوراً على قشور. ثم هو امتداد من الماضي في الحاضر، ومن الحاضر في الغد المجهول، منبسط مشعّ الجوهر، معتمّ المظهر، متناقض التكوين، فيه يجتمع النور إلى الظلمة، والوجود إلى العدم، والحركة إلى الجمود. قطرة سابحة في بحر الكون الذي لا يكاد يُعرف له برّ، ولا يحدّه حصر، قطعة من ثرى الأرض ذات مساحيق من مسافة أو مدىً، ومن وقت أو مدّة، أولهما شكل جليّ منظور، هو المقدار، يُقاس طولاً وعرضاً بالمقاييس البُعدية; كالأفتار والأشبار ... وثانيهما أجلّ خفيّ مقدور، هو العمر، يُقاس خفقاً ونبضاً بالمقاييس الحِينية; كالأيام والشهور. فإذا انطلقت بالمرء النُّهُر والليالي، تراكمت أعدادها عليه أطباقاً: قشرة فوق قشرة، حتّى يستوفي دوره في هذه الدنيا، ويختفي بدنه في التراب. تلك عاجلته، وإنّها لإلى زوال. ثم إنّها مراحل: من طفولة وغلومة، ومن فتوّة وشباب، ومن كهولة وشيخوخة. قد ينقصف عود بعضها وهو في ريعانه، وقد يرد صاحبها إلى أرذل العمر حتّى ليظنّ أنّه يباري الخلود. وما ها هنا على الأرض من خلود، فكلٌّ محدود بنهاية، كلّ مرحلة بحساب، ولكلّ أجل كتاب. وعندما نزلت فاطمة تلك الدار الجديدة، لصق المسجد النبوي بالمدينة، كان الزمن يمضي بها على تمهّل، فوق طريق هذه الحياة. * * *