وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عنها شفتاه، فابتسم له بسمةً رقيقةً كأنّها شرارة كهربية ما أن انطلقت حتّى كانت كقطب موجب زاوج السالب فانبعث التيّار! على الأثر انفكت عقدة لسان ذلك الوافد من مكة عبر الصحراء، فقال باستحياء: «يا رسول الله، آخيت بين الناس وتركتني». كلمة عتاب؟ حاشاه! بل هي تعبير عفوي عن الولاء، صاغه قلبه بغير أحرف لفظة الولاء ... أو هي طموح إلى سماع جديد من كلام نبي الله، يؤكّد ما يعلم من رضائه عنه، وعلوّ منزلته لديه، ويزيد عليه ... أو هي نوع من مناجاة حبيب لحبيب، إن شاق كليهما اللقاء فشقوقهما أشدّ لدوام هذا اللقاء. وقال له الرسول، وكلماته خفق قلب حنون: «إنّما تركتك لنفسي ... أنت أخي وأنا أخوك»[818]. مكانة، أيّة مكانة! ومقام، أيّ مقام! ولو كان لأحد في الناس فخر يتيه به على الأقران، فليس فيهم ـ على مدى الدهر ـ كابن أبي طالب، من له قرين يباهي به أهل الأرض والسماوات. فمجد هذه الأخوّة مجد الأمجاد. ولسوف تفصح الأيام للفتى الطالبي، بلسان النبوّة الصادق الأمين، عن مزايا وأوصاف ترتفع به فوق أقدار كلّ الأخيار من الأولين والآخرين، فيتسنّم ذرى الهام، ويبزّ صفوة الأنام. ودع الزمن يتهيّأ لملء المحابر، ونشر الصحائف، وامتشاق[819] الأقلام!