حركتها ثورة، خطاها وثَبات، مشيها كلمح بالبصر، تترى دراكاً كلهفان[580] مبهور، تطفر فوق الأيام. من فرط وفرتها وتزاحمها ضاقت بها جعبتها الزمنية، حتّى لكادت تنفجر، فتتناثر دقائق ولحظات! * * * إنّه ليوم يذكّر بيوم خروج بني إسرائيل، يعيد إلى الذهن قصة انتصار موسى الكليم على فرعون ذي الأوتاد، فهذه القصة[581] تحكي فتقول: «...وأمّا موسى فكان يرعى غنم «يثرون» حَمِية، كاهن مديان[582]، فساق الغنم إلى وراء البرية، وجاء إلى جبل الله حوريب، وظهر له ملاك الربّ بلهيب نار من وسط عليقة[583]، فنظره وإذا العليقة تتوقّد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق..». (فَقَالَ لاَِهْلِهِ امْكُثُوْا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَس أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى)[584]. تقول التوراة[585]: «... ثم قال: أنا إله أبيك، إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب، فغطّى موسى وجهه لأنّه خاف أن ينظر إلى الله، فقال الربّ: إي قد رأيت مذلّة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مسخّريهم، إنّي علمت أوجاعهم، فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين، وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة،