وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إنّ عزمه الصلب على مواصلة المشاريع الإصلاحية، وتخطّيه المصاعب الجليّة من أجل أن يبلغ صوته إلى كلّ من يمكنه أن يسمعه رغم اللغط المتصاعد، ووعورة السبل، إنّما هو لأجل أن يبقى الدين حيّاً وفاعلاً في ضمير الأمة الإسلامية جمعاء. كما وخلق تياراً من الوعي الوحدوي، وطيفاً واسعاً من الذين يمكنهم أن يستوعبوا هموم الرسالة، ومشاقّ تطبيقها في الساحة الإسلامية، ليقدّموا فيما بعد الصورة الناصعة عن قيم الإسلام وفكره الوقّاد. فلم يكن في ذهنه مجال للحديث عن كونه شيعياً أو سنّياً، ولا الإشارة إلى عائلته وبلدته، بل كان همّه كلّه منصبّاً في كونه مسلماً يسعى إلى تحقيق آمال وطموح مشرّع الإسلام الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) وأصحابه المصطفين رضوان الله عليهم، وأنّ الأخوّة الإسلامية هي الرابط الأول الذي يربطه مع مسلمي مصر أو لبنان أو الهند أو باكستان أو فلسطين... وأنّه لا فضل لمسلم على آخر إلاّ بالتقوى. وهذا الكتاب يمثّل محاولة جدّية لإماطة اللثام عن طيف من سيرة وحياة هذا المصلح الكبير، ونقل لقطات مختصرة عن أبرز مواقفه التي سجّلها، بغية التعرّف على شيئين جديرين: الأول: سيرة علمائنا الأبرار، وتهافتهم على تأسيس واقع وحدوي وتقريبي، يمكنه أن يكون قاعدة الانطلاق للنهوض بالأمة. والثاني: العمل الدؤوب من أجل تكريس واقع حرّ مغمور بالمحبّة والمودّة بين جميع المذاهب الإسلامية، ونبذ كل النعرات الطائفية، والعداوات المذهبية. وهذا ما دعا مركزنا العلمي التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب إلى المبادرة إلى إعادة طبع هذا الكتاب الذي عنى بجمعه وتأليفه السيد محمد سعيد آل ثابت، وسعى في طبعه ونشره عام 1965م المصادف 1384 هـ ، لكن بصورة محقّقة ومنقّحة، وبحلّة قشيبة جديدة تواكب عصرنا الراهن، مع ما تحفّ به من قضايا ووقائع يتطلّب منّا جميعاً التآزر والوقوف جنباً لجنب لحماية وحدتنا التي دقّ أساسها علماؤنا