فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٌ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النيّة، يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيَّته، فأجرهما سواء»[1915]. 3404 ـ معن بن يزيد، قال: كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدَّق بها، فوضعها، عند رجل في المسجد، فجئت، فأخذتها، فأتيته بها، فقال: والله، ما إيَّاك أردت، فخاصمته إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن»[1916]. 3405 ـ أبو هريرة: أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «قال رجل: لأتصدَّقنَّ الليلة بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدِّق الليلة على سارق، فقال: اللَّهمَّ، لك الحمد على سارق، لأتصدَّقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في زانية، فأصبحوا يتحدَّثون: تصدِّق الليلة على زانية، فقال: اللَّهمَّ، لك الحمد على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد غنيٍّ، فأصبحوا يتحدَّثون: تصدِّق الليلة على غنيٍّ، فقال: اللَّهمَّ، لك الحمد على سارق وزانية وغنيٍّ، فأُتي، فقيل له: أمَّا صدقتك على سارق فلعله أن يستعفَّ عن سرقته، وأمَّا الزانية فلعلها أن تستعفَّ عن زناها، وأمَّا الغني فلعله أن يعتبر، فينفق ممَّا أعطاه الله»[1917]. 3406 ـ وعنه قال: جاء ناسٌ من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألوه: إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلَّم به، قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم. قال: «ذاك صريح الإيمان»[1918]. 3407 ـ ابن عبَّاس رضي الله عنهما عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال: «إنَّ الله كتب الحسنات والسيِّئات، ثمَّ بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها،