وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

غفلة، وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة، لم يصمهم عن ذكر الله جلَّ اسمه ما سمعوا بآذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم، ففازوا بثواب الآخرة، كما فازوا بذلك العلم. واعلم يا جابر، إنَّ أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونةً، وأكثرهم لك معونةً، تذكر فيعينوك، وإن نسيت ذكَّروك، قوّالون بأمر الله، قوّامون على أمر الله، قطعوا محبّتهم بمحبَّة ربِّهم، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم، ونظروا إلى الله عزَّ وجلَّ وإلى محبَّته بقلوبهم، وعلموا أنَّ ذلك هو المنظور إليه، لعظيم شأنه، فأنزل الدنيا كمنزل نزلته، ثمَّ ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك، فاستيقظت وليس معك منه شيءٌ. إنِّي ]إنَّما[ ضربت لك هذا مثلاً، لأنَّها عند أهل اللُّب والعلم بالله كفيئ الظلال; يا جابر، فاحفظ ما استرعاك الله[314] جلَّ وعزَّ من دينه وحكمته، ولا تسألنَّ عمَّا لك عنده إلاَّ مالهُ عند نفسك، فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك[315] فتحوَّل إلى دار المستعتب، فلعمري لربَّ حريص على أمر قد شقي به حين أتاه، ولرُبَّ كاره لأمر قد سعد به حين أتاه، وذلك قول الله عزَّ وجلَّ: (وَلِيُـمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) »[316]. 2103 ـ موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: «قال أبو ذرٍّ (رحمه الله): جزى الله الدنيا عنِّي مذمةً بعد رغيفين من الشعير، أتغدّى بأحدهما، وأتعشّى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أتّزر بإحداهما، وأتردّى بالاخرى»[317].