وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لكلّ بني أُمٍّ عصبةٌ، إلاّ ابني فاطمة، أنا وليّهما وعصبتهما»([191]). فانظر إلى لفظ الحديث كيف خصّ الانتساب والتعصيب بالحسن والحسين دون أُختيهما، لأنّ أولاد أُختيهما إنّما يُنسبون إلى آبائهم. ولهذا جرى السلف والخلف على أنّ ابن الشريفة لا يكون شريفاً، ولو كانت الخصوصية عامةً في أولاد بناته وإن سفلن، لكان ابن كلّ شريفة شريفاً، تحرم عليه الصدقة وإن لم يكن أبو ه كذلك كما هو معلوم، ولهذا حكم (صلى الله عليه وآله وسلم) لابني فاطمة دون غيرها من بناته ; لأنّ أُختها زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تعقّب ذكراً حتّى يكون كالحسن والحسين في ذلك، وإنّما أعقبت بنتاً هي أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع، فلم يحكم لها (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الحكم مع وجودها في زمنه، فدلّ على أنّ أولادها لايُنسبون إليه لأنّها بنت بنته، وأمّا هي فكانت تُنسب إليه بناءً على أنّ أولاد بناته يُنسبون إليه، ولو كان لزينب ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد ذكر، لكان حكمه حكم الحسن والحسين في أنّ أولادها يُنسبون إليه (صلى الله عليه وآله وسلم). هذا تحرير القول في هذه المسألة، وقد خبط جماعة من أهل العصر في ذلك ولم يتكلّموا فيه بعلم. (4) أنّهم هل يطلق عليهم أشراف ؟ والجواب: أنّ اسم «الشريف» كان يُطلق في الصدر الأول على كلّ من كان من أهل البيت، سواء كان حسنيّاً أم حسينيّاً، أم علويّاً من ذريّة محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفريّاً، أم عقيليّاً، أم عباسيّاً. ولهذا تجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحوناً في التراجم بذلك، يقول: الشريف العباسي، الشريف العقيلي، الشريف الجعفري، الشريف الزينبي، فلمّا ولي الخلفاء الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذريّة الحسن والحسين فقط، فاستمرّ ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب «الألقاب»([192]): الشريف ببغداد لقب لكلّ عباسي، وبمصر لكلّ علوي. ولا شكّ أنّ المصطلح القديم أولى، وهو إطلاقه على كلّ علوي وجعفري