وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إنّ جذب الرداء من أُم سلمة ـ وقد حاولت أن تكون معهم ـ لأقوى دليل على عدم الشمول لهنّ في الإطلاق، وإلاّ لأذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها، ولا سيّما أنّهم في بيتها، وهي على خير برأي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وكما أنّ صريح الحديث أنّ «الخمسة» (عليهم السلام) كانوا يأكلون، ثم نزلت الآية في حقّهم، ولم تُدعَ أُمّ سلمة إلى مشاركتهم في الطعام، لأنّ مشاركتها لهم في ذلك تشعر بدخولها معهم في «أهل البيت»، وإذا دخلت فإنّ النساء الباقيات يدخلن بأجمعهنّ ولو كنّ غير موجودات، لأنّ أُمّ سلمة تعتبر ممثلّة لهنّ، وهذا خلاف الغرض الذي يرمي إليه تعالى، ممّا حدا بالرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) على ألاّ يدعوها إلى الطعام، وألاّ يدعها تدخل معهم تحت الكساء. ونفهم بالإضافة إلى ما تقدّم: أنّ الله تعالى أنزل آية التطهير في وقت كان الطعام من صنع الزهراء(عليها السلام)، وهي إحدى الأفراد الخمسة المعنييّن بالآية الكريمة، كي لا تكون للنساء أيّ علاقة في الموضوع، وأىّ مشاركة. ونفهم أيضاً من طلب الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بضعته الزهراء أن تدعو بعلها وابنيها: أنّه كان (صلى الله عليه وآله وسلم) على علم بما سينزل الله تعالى في شأنهم من فضل عظيم، وإلاّ فلماذا يدعوهم إلى طعام صُنع في دارهم ؟ ونستشعر من صنع الزهراء للحريرة: أنّ ذلك كان في الظرف الذي استدعى تخيير النساء بين الطلاق والبقاء، وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مضرباً عن تناول طعامهنّ أيضاً، بالإضافة إلى تركهنّ، الأمر الذي استدعى أن يُجلب الطعام له من دار بضعته الزهراء أُمّ الحسنين(عليها السلام). ونفهم من تكرار الحديث: تكرار صنع الطعام وإن كانت الآية الكريمة نزلت بعد صنع الحريرة أول مرّة، وكلّها كانت من صنع الزهراء سيدة النساء. وقد أذاع النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الكرامة لأهل بيته، وأخذ يوطّدها في أذهان الناس، ويكرّرها كلّما مرّ في صلاة الفجر على «أهل البيت»([176]).