أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم خيبر: «لأعطينّ الراية غداً رجلا يفتح الله على يديه، يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله». قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم أيُّهم يُعطاها ؟ ! فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّهم يرجو أن يُعطاها ! فقال: «أين عليّ بن أبي طالب ؟» فقالوا: هو يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فأُتي به، فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عينيه ودعا له، ]فبرأ[ حتّى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال عليّ: «يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال: انفُذ على رَسْلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم». [239] 162 ـ أحمد بن حنبل: حدّثنا أبو أحمد ـ وهو الزبيري ـ حدّثنا سفيان ]الثوري[، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر ـ هو ابن عبدالله الأنصاري ـ قال: كنّا مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عند امرأة من الأنصار صنعت له طعاماً، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)... وذكر الحديث، وقال في آخره: «يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة» فرأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخل رأسه تحت الوديّ ويقول: «اللهمّ إن شئت جعلته علياً» فدخل عليّ فهنّيناه. [240]