وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عوامل الانتصار الأول (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم). (الأنفال، 64، 63) يمكننا بالتأكيد أن نعرف من هذه الآية الكريمة العوامل الرئيسة التي حققت ذلك الانتصار الاسلامي الرائع في عصر مطلع الإسلام. ولكن قبل التأمل في هذه العوامل ومعرفة آثارها ينبغي الألتفات الى أهمية ذلك الانتصار الأول وأبعاده. أهمية الانتصار الأول إننا إذا تأملنا الوضع العالمي الذي كان قائماً في القرن السابع الميلادي: الانحطاط الاخلاقي الفضيع يغرق العالم، والاستبداد السياسي القاتل يسخر الشعوب لمصالحه والانحراف الديني يقلب وظيفة الدين رأساً على عقب، والكهنوت بكل مظاهره اللاإنسانية يستفيد من الدين لضرب انسانية الإنسان. هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا ركزنا على الوضع المتردي في الجزيرة العربية، خلقياً وسياسياً ودينياً بل وحتى شعوراً بالشخصية الاجتماعية، نجد الانسحاق الكامل. ونقصد بذلك أن الانسان العربي آنذاك لم يكن يشعر بأية رابطة اجتماعية اللهم إلا التعصب القبلي وقد يكون الحال كما يقول الشاعر: وأحياناً على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا إنه بهذا البيت يعبر عن الروح الوحشية المعتدية على كل أحد مهما كان وهو بالتالي يعبر عن الوضع النفسي الواطئ للانسان العربي آنذاك.