ـ(364)ـ هذه الأحكام كل مشكلة تقع للإنسان في حياته في كل زمان ومكان، وكانت هذه المعالجة قائمة على ادراك عميق ومستنير لواقع مشاكله، واستنباط صحيح من نصوص الإسلام، وانبثاق دقيق عن عقيدته واتفاق منسجم مع فطرة الإنسان التي فطره الله عليها. وقد تناول نظام الإسلام جميع نواحي الحياة بشكل عام وبأسلوب واحد، ولهذا تجده لا يتناول مشكلة من مشاكل الحياة على حدة في عزلة عن باقي المشاكل بل يتناول جميع المشاكل ويضع لها قواعد كلية وخطوطا عريضة متفقة مع القواعد العامة الكلية، حتى تتمشى المعالجة وفق فلسفة كبرى تنبثق عنها هذه القواعد العامة ولذلك كانت طاقة الإسلام قوية وكانت قواعده ثابتة لا تتغير وصالحة لمختلف العصور والبيئات فتتسع القاعدة الواحدة لكافة الحوادث المنتظمة في سلكها إذا اتفقت في حقيقتها. ولا تتغير الأحكام بتغير الزمان أي لا يكون الزمن والعرف سببا للحكم، بل يدور الحكم مع علته الشرعية وجودا وعدما. ويطبق الحاكم أنظمة الإسلام ويبرز هذا التطبيق في خمسة نواح: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والحكمية. وهذه النواحي الخمس طبقت جميعها من قبل الحاكم في مختلف العصور الإسلامية: 1 ـ اما الناحية الاجتماعية: وهي علاقة الرجل بالمرأة والطلاق والنفقة وجميع ما يتصل بهذه العلاقة التي سميت في عصرنا اسما غربيا: الأحوال الشخصية فإنها الوحيدة التي لا تزال قائمة وموجودة في جميع البلاد الإسلامية وإن غيّر بعض الحكام جزئيات فيها متأثرين بالمفهوم الغربي للمرأة، وابتعاد الحكام عن الإسلام كنظام وعدم تطبيق أحكامه في نواحي الحياة