ـ(186)ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أداة تحمي المجتمع من الانحراف وتكرس فيه الاستقامة والسبق محفز للتنافس في حيازة تلك العناصر بأسرع وقت وأكبر قدر وأفضل كيفية ممكنة، وهكذا فالمقاييس الإسلامية في التفاضل مقاييس حضارية إنسانية أخلاقية وبالتالي فالإنسان الأفضل في التصورات الإسلامي هو الإنسان الأكثر اشتمالاً على عناصر الحضارة والأسبق إلى حيازتها. وقد اختصر القرآن الكريم كل تلك المقاييس بمقياس جامع هو التقوى، قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(1). فالتقوى خلاصة الحضارة الإسلامية التي ترتكز على إرادة الإنسان وعقله ومحتواه الروحي و الفكري. 4 ـ فكرة الجماعة تعني فكرة الجماعة أن يمنح الفرد ولاءه للجماعة التي يعيش ضمنها ويؤمن بانضمامه إليها فرداً تهمه مصالح الجماعة كما تهمه مصالح نفسه، وهذا المعنى لا تكاد تجد أحداً ينكره وقد يمكن الادعاء بوجود إجماع إنساني عليه. فهي في مستواها النظري لا تواجه مشكلة تذكر، لكن المشكلة في المبدأ الذي تنسجم معها ويثبت قدرة كافية على التجسيد والتطبيق. ان الفكر المادي بكل مدارسه لا يستطيع أن يثبت مصداقية كافية في هذا المضمار. ذلك أن إنكار دور السماء الأبوي في المجتمع الإنساني وإعطاء الإنسان دور الإله المنقطع عما سواه في الأرض من شأنه أن يكرس الأنانية الفردية التي تجعل الحديث ________________________________ 1 ـ سورة الحجرات : 13.