وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(608)ـ حضارات البلدان الأخرى. والحضارة الغربية لها شخصيتها وحضارتها المتميزة بها وحملت حضارة خاصة بها أسست من خلالها ثقافتها ومسير رقيها وهذه الشخصية المتميزة بها هي فصل الدين عن الدولة واعتبار الدين كله كيانه الخاص به ويقابله تأسيس الدولة فلها كيانها وأساليبها. من هذا المنطلق للغرب نراه قطع أشواطاً كبيرة في الماديّات وفي مجالات الحياة فقد أتاحت الدولة لمعتقداتها العنان في ان تنطلق إلى أين ما تريد وتعمل أي مشاريعها وأفكارها من دون ان يحددها الدين والشريعة. ولكن نشأة دول الشرق منذ انبثاق حضارة الوحي فيها بتمسكها بالدين وكان هو الركن المقدم لحضارتها ووضعت أسس الدولة على التشريع وان اختلفت الدول الإسلامية بتمسكها بالدين الإسلامي. فكانت الدولتين على طرفي نقيض أبان الحضارة الإسلامية وكان هذا هو الباعث على ازدهار الأمة الإسلامية ورقيها وأصالتها وثراء معطياتها ونمائها. ولكن في مطلع القرن التاسع عشر عندما لاحت في الأفق بواعث اليقظة الفكرية في العالم الإسلامي وأصبح العالم الإسلامي يتطلع أكثر إلى دول الغرب وحضارته ومشاريعه ومؤسساته أنتجت هذه اليقظة التبعية للحضارة الغربية وذيولها وانحطاطها الحضاري. وهذا ما يجعل الرعيل المفكر من هذا الجيل إلى ان يتبع خطى مسيرة الغرب ويقتفي أثرها تماماً مخطئين صالح بلادهم وذلك ما جر الويلات على العالم