ـ(179)ـ فتوضأ بعضهم وأعاد الصلاة، ولم يعدها بعضهم الآخر، فالذي أعاد الصلاة قال لـه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: "نور على نور". والذي لم يعدها قال لـه: أجزأتك صلاتك". ـ وفي آية مثل قولـه تعالى: ?... أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء...? هل مطلق اللمس ينقض الوضوء؟ أم المقصود باللمس هنا لمس معين؟ الرأي ليس دينا مقدساً، ولا تفريقا للدين، بل هو اجتهاد في فهم النص، وليس لأحد أن يقول: بأن الخروج عليه أثم أو باطل، أو حرام، أو كفر. وان حدث ففيه تفريق وليس توحيد. ـ الناس يتفاوتون في فهم القرآن تفاوتا عجيبا، وهذا التفاوت بقدر ما يؤتى أحدهم من إدراك. ـ الناس أوان، دقتها وسعتها من عند الله، فالمطر ينزل فيملأ الآنية الكبيرة. ـ هناك من يستطيع أن يفهم في القرآن أو السنة أموراً يهديه الله إليها، وفي الوقت نفسه يستغربها غيره حين تساق إليه، وهي من مصدر واحد، ألا وهو القرآن، وهذا سر ما جعل علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: " إلا فهما يؤتاه رجل في كتاب الله". قال تعالى: ?أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ?(سورة الرعد: 17).