ـ(177)ـ المطاردة واحدة من الأسباب التي تبعد الوحدة. القرآن جاء بالمبادئ وترك الاجتهاد في تنزيل النص على الواقع(النص العام) لأن الإسلام ربط الحق بالمنفعة. ?... كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ?(سورة الرعد: 17 ). فالحق نفّاعُ للناس، وفيه صالح الأمم والباطل مضر للناس، وفيه هلاك الأمم. الترف باطل وحرمه الإسلام لأن فيه الفساد في الأرض. فكيف نمنع تكونه؟ ليست هناك وسيلة معينة، وإنّما تركت الوسائل لاجتهاد مطلق. الإمام مالك كان يرفض ان يعتبر رأيه دينا. ومعروف من حكمته أنه رفض وهو صاحب الموطأ، ان يفرض على الناس لأنه قد تبدو للناس علوم أو معارف أخرى، وهذا من صميم الدين الإسلامي. ليس لأحد أن يلزم الناس بأن ما عنده هو الدين، وهو المقدس. (باب الاجتهاد في العبادات أخذ حقه ولكن الاجتهاد في المعاملات الإدارية والاجتماعية والدولية وغيرها لم يأخذ حقه). وهذا واحد من الأسباب التي قصر فيها المسلمون فكانت سببا في بعد الوحدة عنهم. النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يلتزم التخميس عندما وزع غنائم هو ازن وثقيف، فقد حرم بعض الصحابة "الأنصار" من هذه الغنائم. وعمر صنع مثل هذا عندما رفض أن تقسم الأرض المفتوحة، وفرض عليها الضرائب، وأعطى الفاتحين أنصبة، أو مرتبات، من هذه الأرض المفتوحة. ـ الإسلام ليس قوالب ثابتة وإنّما هو مبادئ وقيم ثابتة(انتم أعلم بأمر دنياكم).