وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(492)ـ حولاً تواكب الواقع المعاش، خصوصاً إذا جعلنا في جنبه كلّ الأدلة الآمرة باتّباع النبيّ، وكونه قدوة وأُسوة للبشرية جمعاء لا يختص بجيل دون جيل؛ فهل يمكن أن نمنع من الكتابة والنقل ؟ وهل يكون الإسلام الموجود عندنا - المستمد جذوره وفروعه من السنّة - إلاّ بفضل ما ألفوا من موسوعات حديثية ؟! ولا أظنّ أن يبقى أيّ غبار على لزوم الاحتفاظ بسنّة الرسول نقلاً وكتباً في جميع الأجيال، ولا يبقى أمامنا بدٌّ في مواجهة الأحاديث المانعة عن تداول الحديث - سواء ما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو عن الصحابة - من تأويلها أوردّها، أخذاً بعموميات الكتاب والسنّة بما يقتضي القول والفطرة، واقتداءً بالسلف الصالح حيث دوّنوا وألفوا ومارسوا الأحاديث بأقصى طاقاتهم، ولنترك الحديث المسهب للمجال المناسب لـه. سنّة الرسول ومساحتها: ثمّ هنا بحث حول تحديد السنّة النبوية، هل تشمل جميع أقوال الرسول وأفعاله وتقاريره كما عليه كثير من المسلمين، خصوصاً الشيعة الإمامية حيث إنّهم اعترفوا بحجّية كل ما صدر عن الرسول قولاً وفعلاً وتقريراً، وهكذا سلك جميع فقهاء الإسلام في مجال الفقه وأصوله، حيث جعلوا من السنّة أقوال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأفعاله وتقاريره واستدلّوا بها في تخريج الأحكام، ولكن جثت أمامهم شبهة في إطلاق حجّية السنّة في حقل الكلام، حيث لم يستطيعوا أن يذعنوا بعصمته صلّى الله عليه وآله وسلّم في جميع المجالات، بل كثيرٌ منهم خصّصوا العصمة بمجال التشريع، وما يدلّ على عصمته فيه المعجزة؛ وهذا الكلام أمر مدخول فيه لا يمكن الإذعان به، حيث لا يلائم عدم عصمته في جميع المجالات مع وجوب اتّباعه وكونه أسوة وقدوة لا ينطق عن الهوى، وقد ثبّته الله بقدرته ومشيئته، وهناك كثير من الآيات والأحاديث المتواترة الدالة على عصمته مضافاً إلى دليل العقل.