وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(473)ـ السنّة: السيرة... والمسنون المصور...". وحينما حاول سيف الدين الآمدي أن يشرح لفظ السنّة بيّنه هكذا: "الأصل الثاني في السنّة وهي في اللغة عبارة عن الطريق، فسنّة كلّ أحد ما عهدت منه المحافظة عليه والإكثار منه، كان ذلك في الأُمور الحميدة أو غيرها"(1). ومن الواضح في السنّة بمفهومها اللغوي ليست محطّاً لنظر الإسلام في تقديسه وتبجيله، إذ إنّ السنّة المعنيّة في الإسلام هي السنّة التي تستند إلى الشرع المبين، فإنّ سنن كثير من الشعوب قد تكون مقاطبة ومضادّة للإسلام، فينطبق عليها مفهوم البدعة فتقع في جنب سنن قوم لوط وسائر الأُمم المغضوب عليها. فعلينا أن نركّز في مقالتنا هذه المعنى المقصود بين المسلمين، وهو المعنى المصطلح عندهم، وقد فسّروا السنّة في مفهومها المصطلح بعبارات متقاربة تلتقي في مفهوم واحد، وكلٌّ قد سلّط الضوء على جانب؛ فنرى الآمدي يبيّنها هكذا: "إما في الشرع فقد تطلق على ما كان من العبادات نافلة منقولة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد تطلق على ما صدر عن الرسول من الأدلّة الشرعية ممّا ليس بمتلو ولا هو معجز، ولا داخل في معجز، وهذا النوع هو المقصود بالبيان هنا، ويدخل في ذلك أقوال النبيّ وأفعاله وتقاريره..."(2). وعرّف الجرجاني السنّة المصطلحة بما نصّه: "وفي الشريعة هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب؛ فالسنّة ما واظب النبيّ عليها مع الترك أحياناً.. وقالوا: السنّة تطلق في الأكثر على ما أضيف إلى النبيّ من قول أو فعل أو تقرير"(3). وقال الشاطبي إضافة لمفهوم السنّة المصطلح: "وتطلق في عرف الفقهاء على ما _______________________________________ 1 ـ الأحكام 1: 155. 2 ـ الأحكام 1: 155، 156. 3 ـ أضواء على السنّة المحمدية، محمود أبو رية 1: 38، 39.