وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(466)ـ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?(1). وعلى هذا الأساس ندرك أنّ الأُمّة الإسلاميّة تتحمّل مسؤولية عظيمة في تجسيد القيم والمُثل الأخلاقية والإنسانية التي دعا إليها الإسلام على أرض الواقع، ومن الضروري لهذه الأُمّة التي تريد النهوض بهذه المهمّة الثقيلة أن تعي متطلّبات الدور التاريخ الذي تريد الحركة والانطلاق في أجوائه. والذي يُعطي للأُمّة هذا المستوى من الوعي هو معرفتها بخصائص المجتمع ونوعيّة القيم والأفكار التي تتحكّم في صياغة مواقف أفراده وردود أفعالهم. والمرونة في التعامل مع المجتمع وتفهم الأساليب المناسبة لتغييره وتطويره، والانفتاح على مشاكل كلّ عصر وظروفه الخاصة به هي الأمور التي - تمنح من يرغب في تغيير مجتمعه إلى الأفضل - القدرة على إنجاز هذه المهمّة. ومراعاةً لتغيّرات الأحوال والظروف الاجتماعية في الأداء الاجتماعي التغييري نلمح إشارات جزئية إليه في بعض مواقف أئمّة أهل البيت عليهم السلام من بعض قضايا عصرهم، كما في موقف الإمام علي عليه السلام من إصرار بعض المسلمين على خضب لحاهم باعتباره سنّة كان يمارسها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، بينما رأى أمير المؤمنين عليه السلام أن مسوّغات الالتزام بهذه السنّة والإصرار عليها بوصفها مظهراً اجتماعياً يميّز المسلمين عن غيرهم قد انتفت، فقد سئل عليه السلام عن قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: "غيّروا الشيب، ولا تشبّهوا باليهود"، فقال عليه السلام: "إنّما قال صلّى الله عليه وآله وسلم ذلك والدين قُلٌّ: فأمّا الآن وقد اتّسع نطاقه، وضرب بجرانه، فامرؤٌ وما اختار"(2). ففي هذا الإرشاد الاجتماعي من قبل أمير المؤمنين عليه السلام نلاحظ استجابة مرنة لمقتضيات الزمان، فإذا كان ما يسوغ في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الاهتمام بتغير الشيب وإخفائه وهو إظهار المسلمين بمظهر الشباب المقتدرين في مواجهة الأعداء المحيطين بهم، _______________________________________ 1 ـ سورة آل عمران: 103. 2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 106.