وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعرفة المستشارين والمصممين والمتخصصين الفنيين الجزء الأكبر في محصلة توليد هذه النتاجات. بعبارة أخرى، صار هذا النمط من العلم المكنون في وجود الإنسان بديلاً عن الثروة الديناميكية (المعدات والتجهيزات والبناء)، ومن بين أبرز الفروقات وأهمها بين عاملي الإنتاج هذين هو إمكانية التفرد بالثروة الديناميكية والإستثمار فيها ودخولها في ملكية خاصة بينما ليس من الممكن الهيمنة على الثروة الإنسانية والإستثمارات فيها وامتلاكها شخصياً من قبل ربّ العمل. يتسم الأشخاص الذين يتمتعون بمهارة عالية ومواهب جمة في مجال الإتصالات من مكان بعيد بقابلية كبيرة على التحرك والتنقّل شأنهم شأن رؤوس الأموال الطائلة، وهذه الميزة تمكّن الموهوبين والماهرين من التوصل إلى الخيارات السهلة الوصول في أي بلد كان وحتى في وطنهم الأصلي وهذه محصلة متنامية تدريجياً ومع مرور الأيام (Tanzi, 2000, p. 15). على خلاف المكائن والمعدات الخاصة بمؤسسة ما، فإن الفنيين والمتخصصين فيها حينما يغادرون محل عملهم سيستطيعون بكل بساطة أن يعرضوا مهارتهم العقلية وعلومهم الفنية (حيث يعد عنصر المزية النسبية لوحده في محصلة الإنتاج الجديدة) لأرباب العمل بواسطة مجموعة من الأسلاك عبر الإتصالات الألكترونيكية في مقابل أجور أكبر. وفي الأساس، يجب القول بأن مراكز القوى العقلية الصغيرة في عصر الإتصالات الجديد يمكن لها عن طريق التنظيم المالي وصل أرباب العمل ببعضهم في أي نقطة من العالم حيث يمتلكون الإرادة والقدرة على الإشراف الإداري والهندسي وسيمكنهم عن هذا الطريق امتلاك وإدارة مؤسسات واسعة من قبيل الجامعات والمستشفيات ومراكز الإستشارة الفنية والمصارف والمؤسسات المالية العالمية والبريد والهاتف والإتصالات العالمية ووسائل الإعلام. من هنا يتضح أن أهم عنصر في الإستثمار الخاص بتقنية المستقبل هو الإستثمار في مجال الطاقات الإنسانية. أي الظاهرة التي لا يمكن امتلاكها، ومن الطبيعي أن المستثمرين لا يستثمرون في شيء لا يستطيعون امتلاكه. إن الإستثمار في مجال الأدمغة الذي يحتاج إلى آفاق استثمارية بعيدة الأمد ومدة ليست بالقصيرة كي يؤتي أكله ويكون مصحوباً بخطر انعدام الملكية، لن يحظى بترحيب وقبول المستثمرين الأهليين. هذا الأمر يقضي بأن تحصل مثل هذه