وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 479 ] تؤمن فجعتها، غرارة ضرارة، حائلة زائلة، نافذة بائدة، اكالة عوالة، لا تعدوا إذا تناهت الى امنية أهل الرغبة فيها، والرضا بها أن يكون كما قال الله تعالى: (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا) لم يكن امرئ منها في حيرة إلا أعقبته عبرة، ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضراتها ظهرا، ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء، وحرئ إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة، وإن جانب منها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب فأوبى، لا ينال امرئ من غضارتها رغبا إلا أرهقته من نوائبها تعبا، ولا يمسي منها في جناح أمن إلا أصبح عن قوادم خوف، غرارة غرور ما فيها فانية، فان من عليها لا خير في شئ من أزوادها إلا التقوى، من أقل منها مستكثر مما يؤمنه ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه، وزال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته، وذي طمأنينة قد صرعته، وذى ابهة قد جعلته حقيرا، وذي نخوة قد ردته ذليلا، سلطانها دول، وعيشها رتق، وعذبها اجاج، وحلوها صبر، وغذائها سمام، واسبابها رمام، حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم، ملكها مسلوب، وعزيزها مغلوب، وموفورها منكوب، وجارها مخروب،. ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا وأبقى آثارا وأبعد آمالا وأعد عديدا واكثف جنودا تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي ايثار، ثم ظعنوا عنها بغير زاد ولا ظهير قاطع فهل بلغكم ان الدنيا سخت لهم نفسا بفدية أو أعانتهم بمعونة أو احسنت لهم صحبة، بل أرهقهم بالفوادح واوهنتهم بالقوارع وضعضعتهم بالنوائب وعقرتهم للمناخر ووطئتهم بالمناسم وأعانت عليهم ريب المنون، فقد رأيتم تنكرها لمن دان لها وآثرها واخلد إليها حتى ظعنوا عنها لفراق الأبد هل زودتهم إلا السغب واحلتهم إلا الضنك أو نورت لهم إلا الظلمة أو اعقبتهم إلا الندامة، فهذه تؤثرون أم إليها تطمئنون أم عليها تحرصون فبئست الدار لم يتهمها ولم يكن فيها على وجل منها، فاعلموا وأنتم تعلمون بأنكم تاركوها وظاعنون عنها، واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة حملوا الى قبورهم لا يدعون ركبانا وانزلوا الاحداث ________________________________________