وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 360 ] وذات يوم قال رجل: إن بينى وبين رجل منازعة في أمر وإنى أريد أن أتركه فيقال لى إن تركك ذلة. فقال الإمام (إن الذليل هو الظالم). فهو لا يرى الترك عيبا إنما العيب بالظلم، أيا كان مصدره، التارك أو المتروك له. ودخل عليه عمار الساباطى فقال له: " يا عمار إنك رب مال كثير فتؤدى ما افترض عليك الله من الزكاة ؟ قال نعم. قال: فتخرج الحق المعلوم من مالك ؟ قال نعم. قال: فتصل قرابتك ؟ قال: نعم. قال فتصل إخوانك قال نعم. قال: يا عمار إن المال يفنى. والبدن يبلى. والعمل يبقى. والديان حى لا يموت. يا عمار. ما قدمت فلم يسبقك. وما أخرت فلن يلحقك ". والأيادي قروض، والإمام يعد بالرد المضاعف، ويعلن فضل من أعطى. ويؤثر عليه فضل الآخذ. والعرف لا يذهب بين الله والناس قال له تليمذ: إنى لا أتغذى أو أتعشى إلا ومعى اثنان أو ثلاثة. أو أكثر. فأرضاه الإمام بالجزاء الموعود، وأعلن له أن فضلهم يفوق فضله. قال (فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم. إذا دخلوا عليك دخلوا بالرزق الكثير) (1). * * * والإمام يحض على دوام التواصل، إذ يجعل النعمة التى يخولها المعطى للآخذ نعمة تتكرر إذ تشكر، لتتكرر. يقول " اشكر من أنعم عليك. وأنعم على من شكرك. فإنه لا إزالة لها إذا شكرت ولا إقالة لها إذا كفرت ". والبخل قبض القادر يده عن العطاء ونفسه عن الأمل. فذلك داء البخلاء. والإمام الذى يوجب السخاء عند إقبال الدنيا وحين يفيض الخير، يوجب الرجاء والصبر عند إدبارها. فالدنيا تدور. يقول ________________________________________ (1) قارن هذا المجتمع الإسلامي الذى يقول فقهاؤه (ما المعطى عن سعة بأفضل من الآخذ لو كان محتاجا) بالمجتمع الإنجليزي الذى جاء بعد ذلك بقرون سبعة في عصر الملكة اليزابيث (1558 - 1603) وفيه صدرت قوانين بإعدام المتسولين وأعدم بها المئات. (*) ________________________________________