وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 34 ] المهدية، فعليكم بحسن الهدى ولزوم الطاعة، وقد استخلف الله عليكم خليفة ليجمع به ألفتكم، ويقيم به كلمتكم، فأعينوني على ذلك بخير، ولم أكن لابسط يدا ولا لسانا على من لم يستحل ذلك إن شاء الله، وأيم الله ما حرصت عليها ليلا ولا نهارا، ولا سألتها الله قط في سر ولا علانية، ولقد قلدت أمرا عظيما، مالي به طاقة ولا يد، ولوددت أني وجدت أقوى الناس عليه مكاني، فأطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم، ثم بكى وقال: اعلموا أيها الناس أني لم أجعل لهذا المكان أن أكون خيركم، ولوددت أن بعضكم كفانيه، ولئن أخذتموني بما كان الله يقيم به رسوله من الوحي ما كان ذلك عندي، وما أنا إلا كأحدكم، فإذا رأيتموني قد استقمت فاتبعوني، وإن زغت (1) فقوموني، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني أحيانا، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم، ثم نزل. ثم دعا عمر والاوجاه (2) من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما ترون لي من هذا المال ؟ (3) فقال عمر: أنا والله أخبرك مالك منه. أما ما كان لك من ولد قد بان عنك وملك أمره، فسهمه كرجل من المسلمين، وأما ما كان من عيالك وضعفة أهلك، فتقوت منه بالمعروف وقوت أهلك. فقال: يا عمر إني لاخشى ألا يحل لي أن أطعم عيالي من فئ المسلمين. فقال عمر: يا خليفة رسول الله، إنك قد شغلت بهذا الامر عن أن تكسب لعيالك. قال: ولما تمت البيعة لابي بكر، واستقام له الامر، اشرأب النفاق بالمدينة، وارتدت العرب، فنصب لهم أبو بكر الحرب، وأراد قتالهم، فقالوا: نصلي ولا نؤدي الزكاة. فقال الناس: اقبل منهم يا خليفة رسول الله، فإن العهد حديث، والعرب كثير، ونحن شرذمة قليلون، لا طاقة لنا بالعرب، مع أنا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أمرت أن أقاتل الناس حتى ________________________________________ (1) زغت من زاغ أي عدل عن الحق ومال عنه. وقوموني أي سددوني يعني أرجعوني إلى الصواب وقول الحق. (2) في نسخة " الاوجاه " تحريف. (3) وكان أبو بكر رضي الله عنه قد أصبح - بعدما استخلف - غاديا إلى السوق وقد كان يشتغل بالتجارة وقد لقيه عمر وأبو عبيدة وآخرون فسألوه أين يريد ؟ فقال: السوق، فقيل له: ماذا وقد وليت أمر المسلمين، فأجاب: فمن أين أطعم عيالي. حينئذ عملوا على أن يفرض له ما يغنيه عن عمله في التجارة، وقد جعلوا له ألفين وقيل ألفين وخمسمئة. (*) ________________________________________