وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 50 ] وأشار عنبسة أن يبيته، فقال الحجاج: أصبت، أصاب الله بك الخير، وما الامر إلا النصيحة، والرأي شعوب، فمخطئ منها أو مصيب، غدا الاثنان، فصوموا ونصوم، واستعينوا الله بالخيرة، ونبيتهم الليلة المقبلة، ليلة الثلاثاء، فسوف أترجل، ويترجل أهل مودتي ونصيحتي، من ولدي وغيرهم. ففعل: وأصبح صائما، وبيتهم ليلة الثلاثاء وهو يقول: اللهم إن كان الحق لهم فلا تمتنا على الضلالة، وإن كان الحق لنا فانصرنا عليهم، فحمل عليهم والنيران توقد، فاصاب منهم، وأصيب منه، وانهزم ابن الاشعث في سواد الليل، وأصاب الحجاج عسكره، وأسر سعيد بن جبير، وأفلت عامر بن سعيد الشعبي مع ابن الاشعث، فلما أتي الحجاج بسعيد بن جبير. قال له: ويحك يا سعيد ! أما تستحيي مني ؟ ومدك الشيطان في طغيانك، ألا استحيت من المراقب لي ولك والحافظ علي وعليك ؟ فقال: أصلح الله الامير، وأمتع به ! هي بلية وقعت، وعذاب نزل، والقول كما قال الامير، وكما نسبه به وأضافه إليه، إلا أني أتيت رجلا قد أزهى وطغى، ولبسته الفتنة، وركب الشيطان كتفيه، ونفث في صدره، وأملى علي لسانه فخفته واتقيته بالذي فعلت ؟ فإن تعاقب فبذنب، وإن تعف فسجية منك. فقال له الحجاج: فإنا قد عفونا عنك، وسنردك إليه تارة أخرى ثم كتب كتابا، ووجهه مع سعيد بن جبير إلى عبد الرحمن، فلما كان سعيد ببعض الطريق، خرق الكتاب. وقدم عبد الرحمن فأخبره، فنفر عبد الرحمن، وخرج موائلا إلى أهل البصرة، وقد قدمت عليه كتبهم، بستبطئونه ويستعجلونه حتى قدم عليهم، وبلغ ذلك الحجاج فسبقه إلى البصرة فدخل الحجاج المسجد متنكبا قوسا، فصعد المبنر، فحمد الله وأثنى عليه، وحرض الناس على قتال ابن الاشعث، وحضهم على طاعة عبد الملك، وتكلم رجل من أهل البصرة، يقال له سلمة المنقري من بني تميم، وكان رجلا منطقيا، وله هوى في الخوارج، وكان الحجاج به خابرا. فلما رآه عرف أنه يريد الكلام. فقال له: ادن يا سلمة، فدنا. فقال له: قل: رضينا بالله ربا، وبمحمد نبيا، وبالاسلام دينا، وبالقرآن إماما، وبأمير المؤمنين خليفة، وبالحجاج بن يوسف واليا. قال: والله لو كنا زمعا (1) وبني زمع ما رضينا أن نكون تبعا لهذا الحائك، أمير المؤمنين أعزه الله، ________________________________________ (1) زمع: رذال الناس وأتباعهم، الجمع أزماع، يقال هو من زمعهم أي من مآخيرهم (اللسان). (*) ________________________________________