وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 27 ] يضرب بثوبه وجوههم، حتى فرغوا من البيعة، فقال: فعلتموها يا معشر الانصار، أما والله لكأني بأبنائكم على أبواب ابنائهم، قد وقفوا يسألونهم بأكفهم ولا يسقون الماء. قال أبو بكر: أمنا تخاف يا حباب ؟ قال: ليس منك أخاف، ولكن ممن يجئ بعدك (1). قال أبو بكر: فإذا كان ذلك كذلك، فالامر إليك وإلى أصحابك، ليس لنا عليك طاعة، قال الحباب: هيهات يا أبا بكر، إذا ذهبت أنا وأنت، جاءنا بعدك من يسومنا الضيم. تخلف سعد بن عبادة رضي الله عنه عن البيعة فقال سعد بن عبادة: أما والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض، لسمعتم مني في أقطارها زئيرا يخرجك (2): أنت وأصحابك، ولالحقتك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع، خاملا غير عزيز، فبايعه الناس جميعا حتى كادوا يطئون سعدا. فقال سعد: قتلتموني. فقيل (3): قتلوه قتله الله، فقال سعد: احملوني من هذا المكان، فحملوه فأدخلوه داره وترك أياما، ثم بعث إليه أبو بكر رضي الله عنه: أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس، وبايع قومك، فقال: أما والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل، وأخضب منكم سناني ورمحي (4)، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي، ولا والله لو ان الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى اعرض على ربي، وأعلم حسابي. فلما أتي بذلك أبو بكر من قوله، قال عمر: لا تدعه حتى يبايعك، فقال لهم بشير بن سعد: إنه قد أبى ولج، وليس يبايعك حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل ولده معه، وأهل بيته وعشيرته، ولن تقتلوهم حتى تقتل الخزرج، ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الاوس، فلا تفسدوا على أنفسكم أمرا قد استقام لكم، فاتركوه فليس تركه بضاركم، وإنما هو رجل واحد، فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد، واستنصحوه لما بدا لهم منه. فكان سعد لا يصلي بصلاتهم، ولا يجمع (5) ________________________________________ (1) قال الجوهري في كتاب السقيفة: لقد صدقت فراسة الحباب، فإن الذي خافه وقع يوم الحرة (سنة 63) واخذ من الانصار ثأر المشركين يوم بدر (شرح النهج 1 / 313). (2) في الطبري: " يجحرك وأصحابك " يعني يدخلكم المضايق. (3) القائل هو عمر بن الخطاب. قاله في الطبري. (4) في الطبري: سنان رمحي. (5) أي لا يصلي الجمعة معهم. (*) ________________________________________