وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 215 ] معاوية: أكنت ممن قتل عثمان أمير المؤمنين، قال: لا، ولكن ممن شهده فلم ينصره، قال: ولم ؟ قال: لم ينصره المهاجرون والانصار، فقال معاوية: أما والله إن نصرته كانت عليهم وعليك حقا واجبا، وفرضا لازما، فإذ ضيعتموه فقد فعل الله بكم ما أنتم أهله، وأصاركم إلى ما رأيتم، فقال أبو الطفيل: فما منعك يا أمير المؤمنين، إذ تربصت به ريب المنون أن تنصره ومعك أهل الشام ؟ قال معاوية: أو ما ترى طلبي لدمه، فضحك أبو الطفيل وقال: بلى، ولكني وإياك كما قال عبيد بن الابرص (1): لا أعرفنك (2) بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي فدخل مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحكم، فلما جلسوا نظر إليهم معاوية، ثم قال: أتعرفون هذا الشيخ ؟ قالوا: لا، فقال معاوية: هذا خليل علي بن أبي طالب وفارس صفين، وشاعر أهل العراق، هذا أبو الطفيل. قال سعيد بن العاص: قد عرفناه يا أمير المؤمنين، فما يمنعك منه ؟ وشتمه القوم، فزجرهم معاوية وقال: مهلا، فرب يوم ارتفع عن الاسباب قد ضقتم به ذرعا، ثم قال: أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل ؟ قال: ما أنكرهم من سوء، ولا أعرفهم بخير، وأنشد: فإن تكن العداوة قد أكنت * فشر عداوة المرء السباب فقال معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من حب علي ؟ قال: حب أم موسى، وأشكو إلى الله التقصير، فضحك معاوية، قال: ولكن والله هؤلاء الذين حولك لو سئلوا عني ما قالوا هذا. فقال مروان: أجل، والله لا نقول الباطل. قال: ثم جهزه معاوية، وألحقه بالكوفة (3). ما حاول معاوية من تزويج يزيد قال: وذكروا أن يزيد بن معاوية سهر ليلة من الليالي، وعنده وصيف لمعاوية يقال له رفيق، فقال يزيد: أستديم الله بقاء أمير المؤمنين، وعافيته إياه، ________________________________________ (1) في مروج الذهب 3 / 20 كما قال الجعدي (يريد النابغة). (2) في مروج الذهب: ألفينك. (3) الخبر في مروج الذهب باختلاف واختصار 3 / 19 - 20. (*) ________________________________________