وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 206 ] يصنعون إلا ما أحببت، ثم قام معاوية، فلما قام قالت عائشة: يا معاوية، قتلت حجرا وأصحابه العابدين المجتهدين (1). فقال معاوية، دعي هذا، كيف أنا في الذي بيني وبينك في حوائجك ؟ قالت: صالح، قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا، ثم خرج ومعه ذكوان، فاتكأ على يد ذكوان، وهو يمشي ويقول: تالله إن رأيت كاليوم قط خطيبا أبلغ من عائشة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مضى حتى أتى منزله. فأرسل إلى الحسين بن علي، فخلا به، فقال له: يابن أخي، قد استوثق الناس لهذا الامر، غير خمسة نفر من قريش، أنت تقودهم يابن أخي، فما أربك إلى الخلاف ؟ قال الحسين: أرسل إليهم، فإن بايعوك كنت رجلا منهم، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر. قال: وتفعل ؟ قال: نعم، قال: فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما أحدا، فخرج، وقد أقعد له ابن الزبير رجلا بالطريق، فقال: يقول لك أخوك ابن الزبير: ما كان ؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئا. قال: ثم أرسل معاوية بعده إلى ابن الزبير، فخلا به. فقال له: قد استوثق الناس لهذا الامر، غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم، يابن أخي، فما أربك إلى الخلاف ؟ (2) قال: فأرسل إليهم، فإن بايعوك كنت رجلا منهم، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر. قال: وتفعل ؟ قال: نعم. فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما (3) أحدا (4). قال: فأرسل بعده إلى ابن عمر، فأتاه وخلا به، فكلمه بكلام هو ألين من صاحبيه وقال: إني كرهت أن أدع أمة محمد بعدي كالضأن لا راعي لها، وقد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر أنت تقودهم، فما أربك إلى الخلاف ؟ قال ابن عمر: هل لك في أمر تحقن به الدماء وتدرك به حاجتك ؟ فقال معاوية: وددت ذلك، فقال ابن عمر: تبرز سريرك، ثم أجئ فأبايعك، على أني بعدك أدخل فيما اجتمعت عليه الامة، فوالله لو أن الامة اجتمعت بعدك على عبد حبشي لدخلت فيما تدخل فيه الامة. قال: وتفعل ؟ قال: نعم. ثم خرج وأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فخلا به. قال: بأي يد أو رجل تقدم على معصيتي ؟ فقال عبد الرحمن: أرجو أن يكون ذلك خيرا ________________________________________ (1) تقدمت الاشارة قريبا إلى ذلك. (2) زيد في الطبري 5 / 304 قال: أنا أقودهم ! قال: نعم، أنت تقودهم. (3) في الطبري: بحديثهم. (4) زيد في الطبري: قال: يا أمير المؤمنين، نحن في حرم الله عزوجل، وعهد الله سبحانه ثقيل فأبى عليه وخرج. (*) ________________________________________