وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 175 ] دار، تسفكون دماءكم، وتقتلون أولادكم، وتقطعون أرحامكم، وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل، فمن الله عليكم، فبعث محمدا إليكم بلسانكم، فكنتم أنتم المؤمنين، وكان الرسول فيكم ومنكم، تعرفون وجهه ونسبه، فعلمكم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض، وأمركم بصلة الارحام، وحقن الدماء، وإصلاح ذات بينكم، وأن تؤدوا الامانات إلى أهلها، وأن توفوا بالعقود، وأن تعاطفوا وتباروا وتراحموا، نهاكم عن التظالم والتحاسد والتقاذف والتباغي، وعن شرب الحرام، وعن بخس المكيال والميزان، وتقدم إليكم فيما أنزل عليكم أن لا تزنوا ولا تأكلوا أموال اليتامى ظلما، فكل خير يبعدكم عن النار قد حضكم عليه، وكل شر يبعدكم عن الجنة قد نهاكم عنه، فلما استكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدته من الدنيا توفاه الله وهو مشكور سعيه مرضي عمله، مغفور له ذنبه، شريف عند الله نزله، فيا لموته مصيبة خصت الاقربين، وعمت المؤمنين، فلما مضى تنازع المسلمون الامر بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي (1)، ولا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الامر عني، فما راعني إلا إقبال الناس على أبي بكر، وإجفالهم عليه، فأمسكت يدي، ورأيت أني أحق بمقام محمد في الناس ممن تولى الامور علي، فلبثت بذلك ما شاء الله، حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الاسلام، يدعون إلى محو دين محمد. وملة إبراهيم عليهما السلام. فخشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله. إن أرى في الاسلام ثلما (2) وهدما. تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولاية أمركم. التي إنما هي متاع أيام قلائل. ثم يزول ما كان منها، كما يزول السراب، فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته، ونهضت معه في تلك الاحداث، حتى زهق الباطل، وكانت كلمة الله هي العليا، وأن يرغم الكافرون، فتولى أبو بكر رضي الله عنه تلك الامور فيسر، وسدد، وقارب، واقتصد، فصحبته مناصحا، وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهدا، فلما احتضر بعث إلى عمر، فولاه، فسمعنا وأطعنا، وبايعنا وناصحنا، فتولى تلك الامور، فكان مرضي السيرة، ميمون النقيبة أيام حياته، فلما احتضر قلت في نفسي: ليس يصرف هذا الامر عني. فجعلها عمر شورى وجعلني سادس ستة، فما كانوا لولاية أحد منهم بأكره منهم لولايتي، لانهم كانوا ________________________________________ (1) روعي: بالضم القلب أو موضع الروع منه، وبفتح الراء: الفزع. (2) ثلما أي خرقا. (*) ________________________________________