[ 92 ] المهاجرون والانصار، وإلا أتيتك به من قريش الحجاز. وأما قولك ندفع إليك قتلة عثمان فما أنت وعثمان ؟ إنما أنت رجل من بني أمية، وبنو عثمان أولى بعثمان منك، فإن زعمت أنك أقوى على ذلك، فادخل في الطاعة، ثم حاكم القوم إلي، وأما تمييزك بين الشام والبصرة وذكرك طلحة والزبير، فلعمري ما الامر إلا واحد، إنها بيعة عامة، لا ينثني عنها البصير، ولا يستأنف فيها الخيار، وأما ولوعك بي في أمر عثمان، فو الله ما قلت ذلك عن حق العيان ولا عن يقين الخبر، وأما فضلي في الاسلام، وقرابتي من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وشرفي في قريش، فلعمري لو استطعت دفعه لدفعته. قدوم عبيد الله بن عمر على معاوية قال: وذكروا أن عبيد الله بن عمر قدم على معاوية الشام، فسر به سرورا شديدا وسر به أهل الشام، وكان أشد قريش سرورا به عمرو بن العاص فقال معاوية لعمرو: ما منع عبد الله أن يكون كعبيد الله ؟ فضحك عمرو، وقال: شبهت غير شبيه، إنما أتاك عبيد الله مخافة أن يقتله علي بقتله الهرمزان، ورأى عبد الله ألا يكون عليك ولا لك، ولو كان معك لنفعك أو عليك لضرك. تعبئة معاوية أهل الشام لقتال علي قال: وذكروا أن معاوية بعث إلى رؤساء أهل الشام، فجمعهم ثم قال: أنتم أهل الفضل، فليقم كل رجل منكم يتكلم، فقام رجل فقال: أما والله لو شهدنا أمر عثمان، فعرفنا قتلته بأعيانهم لا استغنينا عن إخبار الناس، ولكنا نصدقك على ما غاب عنا، وإن أبغض الناس إلينا من يقاتل علي بن أبي طالب لقدمه في الاسلام، وعلمه بالحرب. ثم قام حوشب فقال: والله ما إياك ننصر، ولا لك نغضب، ولا عنك نحامي، ما ننصر إلا الله: ولا نغضب إلا للخليفة، ولا نحامي إلا عن الشام، فلف الخيل بالخيل، والرجال بالرجال، وقد دعونا قومنا إلى ما دعوتنا إليه أمس، وأمرناهم بما أمرتنا به، فجعلوك بيننا وبين الله، ونحن بينك وبينهم، فمرنا بما تحب، وانهنا عما تكره. قال: فلما عزم معاوية على المسير إلى صفين، عبأ أهل الشام، فجعل على مقدمته أبا الاعور ________________________________________