وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 77 ] والسميع كالاصم، عابه قوم فقتلوه، وغدره قوم فلم ينصروه، فكذبوا الغائب واتهموا الشاهد وقد بايع الناس عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة عامة، من رغب عنها رد إليها صاغرا داحرا، فانظروا في ثلاث وثلاث، ثم اقضوا على أنفسكم: أين الشام من الحجاز ؟ وأين معاوية من علي ؟ وأين أنتم من المهاجرين والانصار والتابعين لهم بالاحسان ؟ قال: فغضب معاوية لقوله وقال: يا حجاج، أنت صاحب زيد بن ثابت يوم الدار ؟ قال نعم، فإن كان بلغك وإلا أحدثك، قال: هات. قال: أشرف علينا زيد بن ثابت، وكان مع عثمان في الدار، وقال: يا معشر الانصار، انصروا الله (مرتين)، فقلت: يا زيد، إنا نكره أن نلقى الله فنقول كما قال القوم: " ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا -، فقال معاوية: انصرف إلى علي، وأعلمه أن رسولي على إثرك. ثم إن معاوية انتخب رجلا من عبس، وكان له لسان، فكتب معاوية إلى على كتابا عنوانه: " من معاوية إلى علي، وداخله: بسم الله الرحمن الرحيم لا غير ". فلما قدم الرسول دفع الكتاب إلى علي، فعرف علي ما فيه، وأن معاوية محارب له، وأنه لا يجيبه إلى شئ مما يريد، وقام رسول معاوية خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: هل ها هنا أحد من أبناء قيس عيلان، وبني عبس وذبيان ؟ قالوا: نعم، هم حولك، قال: فاسمعوا ما أقول لكم، يا معشر قيس، إني أحلف بالله لقد خلفت بالشام خمسين ألف شيخ، خاضبين لحاهم من دموع أعينهم تحت قميص عثمان، رافعيه على الرماح مخصوبا بدمائه، قد أعطوا الله عهدا أن لا يغمدوا سيوفهم، ولا يغمضوا جفونهم، حتى يقتلوا قتلة عثمان، يوصى به الميت الحي، ويرثه الحي من الميت، حتى والله نشأ عليه الصبي، وهاجر عليه الاعرابي، وترك القوم تعس الشيطان، وقالوا: تعسا لقتلة عثمان، وأحلف بالله ليأتينكم من خضر (1) الخيل اثنا عشر ألفا، فانظروا كم الشهب (2) وغيرها ؟ فقال له علي: ما يريدون بذلك ؟ قال: يريدون بذلك والله خبط رقبتك. فقال علي: تربت يداك، وكذب فوك، أما والله لو أن رسولا قتل لقتلتك. فقام الصلت بن زفر فقال: بئس وافد أهل الشام أنت ورائد أهل العراق، ونعم العون لعلي، وبئس العون لمعاوية، يا أخا عبس أتخوف المهاجرين والانصار بخضر الخيل، وغضب الرجال ؟ أما والله ما نخاف غضب رجالك، ولا خضر خيلك، فأما بكاء أهل الشام على غميص عثمان، فو الله ما هو بقميص يوسف ولا بحزن يعقوب، ولئن بكوا عليه بالشام، لقد خذلوه بالحجاز، وأما قتالهم عليا، فإن الله ________________________________________ (1) خضر الخيل: الخيل الخضر: خيل في لونها غبرة مع سواد. (2) الشهب: البيض. (*) ________________________________________