وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 68 ] الرجلين ؟ فقال علي: إن شأنهما لمختلف أما الزبير فقاده اللجاج، ولن يقاتلكم، وأما طلحة فسألته عن الحق فأجابني بالباطل، ولقيته باليقين، ولقيني بالشك، فو الله ما نفعه حقي، ولا ضرني باطله، وهو مقتول غدا في الرعيل الاول. قال: ثم خرج علي على بغلة رسول الله الشهباء بين الصفين، وهو حاسر، فقال: أين الزبير ؟ فخرج إليه، حتى إذا كانا بين الصفين اعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا، ثم قال علي: يا عبد الله ما جاء بك ها هنا ؟ قال: جئت أطلب دم عثمان. قال علي: تطلب دم عثمان، قتل الله من قتل عثمان، أنشدك الله يا زبير، هل تعلم أنك مررت بي وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متكئ على يدك فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضحك إلي، ثم التفت إليك، فقال لك: يا زبير، إنك تقاتل عليا وأنت له ظالم، قال: اللهم نعم. قال علي: فعلام تقاتلني ؟ قال الزبير: نسيتها والله، ولو ذكرتها ما خرجت إليك، ولا قاتلتك فانصرف علي إلى أصحابه، فقالوا: يا أمير المؤمنين مررت إلى رجل في سلاحه وأنت حاسر، قال علي أتدرون من الرجل ؟ قالوا: لا. قال: ذلك الزبير ابن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما إنه قد أعطى الله عهدا أنه لا يقاتلكم، إني ذكرت له حديثا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لو ذكرته ما أتيتك. فقالوا: الحمد لله يا أمير المؤمنين، ما كنا نخشى في هذا الحرب غيره. ولا نتقى سواه. إنه لفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، ومن عرفت شجاعته وبأسه ومعرفته بالحرب، فإذا قد كفاناه الله فلا نعد من سواه إلا صرعى حول الهودج. رجوع الزبير عن الحرب قال: وذكروا أن الزبير دخل على عائشة، فقال: يا أماه، ما شهدت موطنا قط في الشرك ولا في الاسلام إلا ولى فيه رأى وبصيرة غير هذا الموطن فإنه لا رأى لي فيه، ولا بصيرة، وإني لعلي باطل. قالت عائشة: يا أبا عبد الله، خف سيوف بني عبد المطلب، فقال: أما والله إن سيوف بني عبد المطلب طوال حداد، يحملها فتية أنجاد. ثم قال لابنه عبد الله: عليك بحزبك، أما أنا فراجع إلى بيتي. فقال له ابنه عبد الله: الآن حين التقت حلقتا البطان (1)، واجتمعت الفئتان ؟ والله لا نغسل رؤوسنا منها، فقال الزبير لابنه، لا تعد هذا مني جبنا، فو الله ________________________________________ (1) البطان: حزام البرذعة وإذا التقت حلقتاه فقد استوت البرذعة على ظهر الدابة وأصبحت صالحة لركوبها، والمراد: الآن حين انتهى الامر وأصبح لا مفر من الحرب. (*) ________________________________________