وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 49 ] ليس بيني وبين قيس عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب فلما أتى عليا الكتاب، ورأى ما فيه، وما هو مشتمل عليه، وكره ذلك، وقام فأنى منزله فدخل عليه الحسن ابنه، فقال له: أما والله كنت أمرتك فعصيتني، فقال له علي: وما أمرتني به فعصيتك فيه ؟ قال: أمرتك أن تركب رواحلك، فتلحق بمكة المشرفة، فلا تتهم به، ولا تحل شيئا من أمره فعصيتني، وأمرتك حين دعيت إلى البيعة أن لا تبسط يدك إلا على بيعة جماعة، فعصيتني، وأمرتك حين خالف عليك طلحة والزبير أن لا تكرههما على البيعة، وتخلى بينهما وبين وجههما، وتدع الناس يتشاورون عاما كاملا، فو الله لو تشاوروا عاما ما زويت عنك، ولا وجدوا منك بدا، وأنا آمرك اليوم أن تقيلهما بيعتهما، وترد إلى الناس أمرهم، فإن رفضوك رفضتهم، وإن قبلوك قبلتهم، فإني والله قد رأيت الغدر في رؤوسهم، وفي وجوههم النكث والكراهية. فقال له علي، أنا إذا مثلك، لا والله يا بني، ولكن أقاتل بمن أطاعني من عصاني، وايم الله يا بني ما زلت مبغيا علي منذ هلك جدك، فقال له الحسن: وايم الله يا أبت ليظهرن عليك معاوية، لان الله تعالى قال (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) فقال علي يا بني، وما علينا من ظلمه، والله ما ظلمناه، ولا أمرنا ولا نصرنا عليه، ولا كتبت فيه إلى أحد سوادا في بياض، وإنك لتعلم أن أباك أبرأ الناس من دمه ومن أمره. فقال له الحسن: دع عنك هذا، والله إني لا أظن، بل لا أشك أن ما بالمدينة عاتق (1) ولا عذراء ولا صبى إلا وعليه كفل من دمه. فقال: يا بنى إنك لتعلم أن أباك قد رد الناس عنه مرارا أهل الكوفة وغيرهم، وقد أرسلتكما جميعا بسيفيكما لتنصراه وتموتا دونه، فنهاكما عن القتال، ونهى أهل الدار أجمعين. وايم الله لو أمرني بالقتال لقاتلت دونه، أو أموت بين يديه. قال الحسن، دع عنك هذا، حتى يحكم الله بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. قال: ثم دخل المغيرة بن شعبة، فقال له علي: هل لك يا مغيرة في الله ؟ قال: فأين هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: تأخذ سيفك، فتدخل معنا في هذا الامر، فتدرك من سبقك، وتسبق من معك، فإني أرى أمورا لا بد للسيوف أن تشحذ لها، وتقطف الرؤوس بها، فقال المغيرة: إني والله يا أمير المؤمنين ما رأيت عثمان مصيبا، ولا قتله صوابا، وإنها لظلمة تتلوها ظلمات، فأريد يا أمير المؤمنين - إن أذنت لي - أن أضع سيفي وأنام في بيتي حتى تنجلي الظلمة ويطلع قمرها، فنسرى مبصرين، نقفو آثار المهتدين، ونتقى سبيل الجائرين. قال علي: ________________________________________ (1) العاتق: المرأة في منتصف عمرها، والعذراء البكر التي لم تتزوج. (*) ________________________________________