وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 46 ] دفن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: وذكروا أن عبد الرحمن بن أزهر، قال: لم أكن دخلت في شئ من أمر عثمان، لا عليه ولا له، فإني لجالس بفناء داري ليلا بعدما قتل عثمان بليلة إذ جاءني المنذر بن الزبير، فقال: إن أخي يدعوك فقمت إليه، فقال لي: إنا أردنا أن ندفن عثمان، فهل لك ؟ قلت: والله ما دخلت في شئ من شأنه، وما أريد ذلك، فانصرفت عنه، ثم اتبعته، فإذا هو في نفر فيهم جبير بن مطعم، وأبوالجهم بن حذيفة، والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن ابن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، فاحتملوه على باب وإن رأسه ليقول: طق طق، فوضعوه في موضع الجنائز، فقام إليهم رجال من الانصار، فقالوا لهم: لا والله لا تصلون عليه. فقال أبو الجهم: ألا تدعونا نصلي عليه، فقد صلى الله تعالى عليه وملائكته، فقال له رجل منهم: إن كنت فأدخلك الله مدخله، فقال له: حشرني الله معه. فقال له: إن الله حاشرك مع الشياطين، والله إن تركناكم به لعجز منا. فقال القوم لابي الجهم اسكت عنهم وكف، فسكت، فاحتملوه، ثم انطلقوا مسرعين كأني أسمع وقع رأسه على اللوح، حتى وضعوه في أدنى البقيع فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الانصار، فقال: لا والله لا تدفنوه في بقيع رسول الله، ولا نترككم تصلون عليه، فقال أبو الجهم: انطلقوا بنا، إن لم نصل عليه فقد صلى الله عليه، فخرجوا ومعهم عائشة بنت عثمان، معها مصباح في حق، حتى إذا أتوا به حش كوكب (1) حفروا له حفرة، ثم قاموا يصلون عليه، وأمهم جبير بن مطعم، ثم دلوه في حفرته، فلما رأته ابنته صاحت، فقال ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لاضربن الذي فيه عينيك، فدفنوه، ولم يلحدوه بلبن (2)، وحثوا عليه التراب حثوا. بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكيف كانت قال: وذكروا أنه لما كان في الصباح اجتمع الناس في المسجد، وكثر الندم والتأسف على عثمان رحمه الله، وسقط في أيديهم، وأكثر الناس على طلحة والزبير واتهموهما بقتل عثمان، فقال الناس لهما: أيها الرجلان، قد وقعتما في أمر عثمان، فخليا عن أنفسكما، فقام طلحة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنا والله ما نقول اليوم إلا ما قلناه أمس، إن عثمان خلط الذنب بالتوبة، حتى كرهنا ولايته وكرهنا أن نقتله وسرنا أن نكفاه، وقد كثر فيه اللجاج، وأمره إلى الله، ثم قام الزبير فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أيها الناس إن الله قد رضى لكم الشورى، فأذهب بها الهوى، وقد تشاورنا فرضينا عليا فبايعوه، وأما قتل عثمان فإنا ________________________________________ (1) حش كوكب: بضم الحاء موضع ا بالمدينة. (2) اللبن بكسر الباء: الطوب غير المحروق. (*) ________________________________________