وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 27 ] يكن القتل بأسا، فقد قتلني أبو لؤلؤة، قالوا: فإن يكن ذلك فجزاك الله عنا خيرا. فقال: لا أراكم تغبطونني بها، فو الذي نفس عمر بيده ما أدرى علام أهجم (1)، ولوددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي، فيكون خيرها بشرها، ويسلم لي ما كان قبلها من الخير. ودخل علي بن أبي طالب فقال: يا علي، أعن ملا منكم ورضى كان هذا ؟ فقال علي: ما كان عن ملا منا ولا رضي، ولوددنا أن الله زاد من أعمارنا في عمرك. قال: وكان رأسه في حجر ابنه عبد الله، فقال له: ضع خدي بالارض، فلم يفعل، فلحظه وقال: ضع خدي بالارض لا أم لك، فوضع خده بالارض، فقال: الويل لعمر ولام عمر إن لم يغفر الله لعمر، ثم دعا عبد الله بن عباس وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه، فقال له: يا ابن عباس، إني لاظن أن لي ذنبا، ولكن أحب أن تعلم لي أعن ملا منهم ورضي كان هذا ؟ فخرج ابن عباس، فجعل لا يرى ملا من الناس إلا وهم يبكون، كأنما فقدوا اليوم أنصارهم، فرجع إليه فأخبره بما رأى. قال: فمن قتلني ؟ قال: أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة. قال عبد الله: فرأيت البشر في وجهه، فقال: الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة. ثم قال: يا عبد الله، ألا لو أن لي ما طلعت عليه الشمس وما غربت لافتديت به من هول المطلع، وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا، فقال له ابن عباس: فإن يك ذاك يا أمير المؤمنين، فجزاك الله عنا خيرا، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمون محبسون بمكة ؟ فلما أسلمت كان إسلامك عزا أعز الله به الاسلام، وظهر النبي وأصحابه، ثم هاجرت إلى المدينة، فكانت هجرتك فتحا، ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله من قتال المشركين، وقال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا، ثم قبض رسول الله وهو عنك راض، ثم ارتد الناس بعد رسول الله عن الاسلام، فوازرت الخليفة على منهاج رسول الله، وضربتم من أدبر بمن أقبل، حتى دخل الناس في الاسلام طوعا وكرها، ثم قبض الخليفة وهو عنك راض، ثم وليت بخير على ما يلي أحد من الناس. مصر الله بك الامصار، وجبى بك الاموال، ونفى بك العدو، وأدخل الله على أهل كل بيت من المسلمين توسعة في دينهم، وتوسعة في أرزاقهم، ثم ختم الله لك بالشهادة، فهنيئا لك، فصب الله الثناء عليك صبا، فقال: أتشهد لي بهذا يا عبد الله عند الله يوم القيامة ؟ قال نعم، فقال عمر: اللهم لك الحمد. ________________________________________ (1) أي علام أنا مقبل عليه من الآخرة. (*) ________________________________________