وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 159 ] أقعد له ابن الزبير رجلا بالطريق، فقال: يقول لك أخوك ابن الزبير: ما كان ؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئا. قال: ثم أرسل معاوية بعده إلى ابن الزبير، فخلا به. فقال له: قد استوثق الناس لهذا الامر، غير خسمة نفر من قريش أنت تقودهم، يا بن أخي، فما أر بك إلى الخلاف ؟ قال: فأرسل إليهم، فإن بايعوك كنت رجلا منهم، وإلا لم تكن عجلت على بأمر. قال: وتفعل ؟ قال: نعم. فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما أحدا. قال: فأرسل بعده إلى ابن عمر، فأتاه وخلا به، فكلمه بكلام هو ألين من صاحبيه وقال: إني كرهت أن أدع أمة محمد بعدي كالضأن لا راعي لها، وقد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر أنت تقودهم، فما أر بك إلى الخلاف ؟ قال ابن عمر: هل لك في أمر تحقن به الدماء وتدرك به حاجتك ؟ فقال معاوية: وددت ذلك، فقال ابن عمر: تبرز سريرك، ثم أجئ فأبايعك، على أني بعدك أدخل فيما أجتمعت عليه الامة، فو الله لو أن الامة اجتمعت بعدك على عبد حبشي لدخلت فيما تدخل فيه الامة. قال: وتفعل ؟ قال: نعم. ثم خرج وأرسل إلى عبد الرحمن ابن أبي بكر، فخلا به. قال: بأي يد أو رجل تقدم على معصيتي ؟ فقال عبد الرحمن: أرجو أن يكون ذلك خيرا لي، فقال معاوية: والله لقد هممت أن أقتلك، فقال: لو فعلت لاتبعك الله في الدنيا، ولادخلك به في الآخرة النار، قال: ثم خرج عبد الرحمن بن أبي بكر، وبقي معاوية يومه ذلك يعطي الخواص، ويعصى مذمة الناس. فلما كان صبيحة اليوم الثاني، أمر بفراش فوضع له، وسويت مقاعد الخاصة حوله وتلقاءه من أهله، ثم خرج وعليه حلة يمانية، وعمامة دكناء، وقد أسبل طرفها بين كتفيه، وقد تغلى (1) وتعطر، فقعد على سريره، وأجلس كتابه منه بحيث يسمعون ما يأمر به، وأمر حاجبه أن لا يأذن لاحد من الناس وإن قرب، ثم أرسل إلى الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، فسبق ابن عباس، فلما دخل وسلم أفعده في الفراش عن يساره، فحادثه مليا، ثم قال يا بن عباس، لقد وفر الله حظكم من مجاورة هذا القبر الشريف، ودار الرسول عليه الصلاة والسلام. فقال ابن عباس: نعم أصلح الله أمير المؤمنين، وحظنا من القناعة بالبعض، والتجافي عن الكل أوفر، فجعل معاوية يحدثه ويحيد به عن طريق المجاوبة، ويعدل إلى ذكر الاعمار على اختلاف الغرائز والطبائع، حتى أقبل الحسين بن علي، فلما رآه معاوية جمع له وسادة كانت على يمينه، فدخل الحسين وسلم، فأشار إليه، فأجلسه عن يمينه مكان الوسادة فسأله معاوية عن حال بني أخيه الحسن وأسنانهم، فأخبره، ثم سكت. قال: ثم ابتدأ معاوية ________________________________________ (1) تغلي: تضمخ بالغالية وهي من أعظم أنواع المسك. (*) ________________________________________