[ 142 ] المؤمنين، فو الله لان تذلوا وتعافوا أحب إلى من أن تعزوا وتقتلوا، فإن رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا، وسألنا الله العون على أمره، وإن صرفه عنا رضينا، وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا، فليكن كل رجل منكم حلسا من (1) أحلاس بيته، ما دام معاوية حيا، فإن يهلك ونحن وأنتم أحياء، سألنا الله العزيمة على رشدنا، والمعونة على أمرنا، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. كراهية الحسين رضي الله عنه للبيعة قال: ثم خرج سليمان بن صرد من عنده، فدخل على الحسين، فعرض عليه ما عرض على الحسن، وأخبره بما رد عليه الحسن، فقال الحسين: ليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته، ما دام معاوية حيا، فإنها بيعة كنت والله لها كارها، فإن هلك معاوية نظرنا ونظرتم، ورأينا ورأيتم. ما أشار به المغيرة بن شعبة على معاوية من البيعة ليزيد قال: وذكروا أنه لما استقامت الامور لمعاوية، استعمل على الكوفة المغيرة بن شعبة، ثم هم أن يعزله ويولى سعيد بن العاص، فلما بلغ ذلك المغيرة قدم الشام على معاوية، فقال: يا أمير المؤمنين، قد علمت ما لقيت هذه الامة من الفتنة والاختلاف، وفي عنقك الموت، وأنا أخاف إن حدث بك حدث أن يقع الناس في مثل ما وقعوا فيه بعد قتل عثمان، فاجعل للناس بعدك علما يفزعون إليه، واجعل ذلك يزيد إبنك. قال: فدخل معاوية على امرأته فاخته بنت قرطة بن حبيب بن عبد شمس وكان ابنها منه عبد الله بن معاوية، وقد كان بلغها ما قال المغيرة، وما أشار به عليه من البيعة ليزيد وكان يزيد بن الكلبية ميسون إبنة عبد الرحمن بن بحدل الكلبي. فقالت فاختة، وكانت معادية الكلبية، ما أشار به عليك المغيرة ؟ اراد أن يجعل لك عدوا من نفسك، يتمنى هلاكك كل يوم، فشق ذلك على معاوية، ثم بدا له أن يأخذ بما أشار عليه المغيرة بن شعبة. ________________________________________ (1) الحلس: هو ما يلي الظهر الدابة تحت البرذعة، والمعنى الزموا بيوتكم ولا تبرحوها. (*) ________________________________________