[ 66 ] ببيت من قريش فداء صاحبهم المأسور في ايدي اصحاب رسول الله (ص) وبعثت زينب قلادتها في فداء زوجها ابي العاص. فلما نظر رسول الله (ص) الى القلادة استعبر وقال هذه القلادة كانت عند خديجة جهزت بها زينب وكانت زنيب قد اسلمت وهي في بيت ابي العاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان رددت عليك القلادة واطلقتك تبعث الينا زينب فقال أبو العاص نعم، وكان لابي العاص منها ابن يسمى ربيعا وبنت تسمى امامة فاما الابن فانه مات حين راهق المدينة، واما البنت فبقيت حتى توفيت فاطمة عليها السلام وتزوجها امير المؤمنين عليه السلام، فعاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يبعث إليه زينب مع ولدها فاطلق عنه فلما وصل الى مكة حملهم وانقذهم الى رسول الله (ص) ووفى له بذلك، وقد كان قيل لرسول الله (ص) كيف تثق بضمان كافر فقال انه ليفي فلقد صاهرنا وحمدنا مصاهرته ولقد كنا محاصرين في شعب عبد المطلب فكان أبو العاص يجيئنا بالليل بالعير عليها الطعام حتى ينتهي الى باب الشعب ثم يزجر البعير ويهتف به حتى يدخل الشعب ثم يتركه وينصرف فكنا نأخذ ذلك الحمل الذي على البعير فنفرقه على جماعة من بني هاشم فصارت زينب وولدها عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان ابا العاص خرج في عير لقريش فاخذ اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله تلك العير واسروا ابا العاص فلما قربوا من المدينة احتال أبو العاص فبعث الى زينب فاخبرها بانه اسر فلما صلى رسول الله (ص) صلاة الفجر باصحابه اخرجت زينب رأسها من الحجرة وقالت يا معاشر المسلمين انى قد اجرت ابي العاص فلا يعرض له ولا لما معه، فقال رسول الله (ص) سمعتم ما سمعنا، قالوا نعم وما امرت به ولا شورت وقد اجرنا من اجارت ولا تجيروا بعده امرأة، فلما قدم أبو العاص على رسول الله (ص) خلى سبيله ولم يعرض لما كان معه من عير قريش، ثم قال رسول الله (ص) ________________________________________