[ 56 ] قال ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء على ذي لهجة اصدق من ابي ذر (وانه قال) ان الله جل اسمه اوحي الي انه يحب اربعة من اصحابي وعلي سيدهم وامرني بحبهم، فقيل له من هم يا رسول الله قال علي سيدهم وسلمان والمقداد وابو ذر الغفاري (1) رضوان الله عليهم اجمعين، وإذا كان ذلك كذلك فقد ثبت ان ابا ذر قد احبه الله ورسوله ومحال عند ذوي الفهم ان يكون الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم يحبان رجلا يفعل فعلا يستوجب به النفي من حرم الله وحرم رسوله، ومحال ايضا ان يشهد رسول الله (ص) لرجل انه ما على الارض ولا تحت السماء اصدق منه ثم يفعل بعد ذلك فعلا ويقول قولا يكون فيه مبطلا، وذلك ان عثمان حين نفى ابا ذر عن المدينة الى الربذة لم يخل الحال فيه من ان يكون أبو ذر فعل باطلا وقال كذبا فاستوجب بذلك النفي عن حرم الله وحرم رسوله، أو ان يكون فعل حقا وقال صدقا فاكرهه عثمان فنفاه لذلك فان قال قائل ان ابا ذر قال ________________________________________ إليها فكان أبو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعله فكتب معاوية الى عثمان فيه فكتب عثمان الى معاوية اما بعد فاحمل جندبا الي على اغلظ مركب واوعره فرجه به مع من سار به الليل والنهار وحمله على شارف ليس عليها، لاقتب حتى قدم به المدينة وقد سقط لحم فخذيه من الجهد فلما قدم أبو ذر المدينة بعث إليه عثمان ان الحق باي ارض شئت فقال بمكة قال لا قال فبيت المقدس قال لا قال فاحد المصريين قال لا ولكني مسيرك الى الربذة فسيره إليها فلم يزل بها حتى مات الكاتب (1) اورد الحديث السيوطي في الجامع الصغير وصححه وتبعه المناوي في شرحه الفيض القدير بلفظ: ان الله امرني بحب اربعة واخبرني انه يحبهم قيل بينهم لنا يارسول الله قال علي منهم وابو ذر والمقداد وسلمان " ممم قال " السيوطي اخرجه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك على شرط مسلم الكاتب (*) ________________________________________