[ 64 ] المذكورين، مع اختلافهم في طريقتهم، واطلاعهم على حاله، وعدم تفرقتهم بينه وبين في غيره، هذا الشيخ الصدوق الناقل عن سعد بن عبد الله نصبه بعد التشيع، سلك به في المشيخة ما فعل بغيره من ذكره وذكر الطريق إليه (1). قال التقي المجلسمي في شرحه: اعلم أن المصنف مع علمه بضعف هذا الرجل، جزم بصحة ما روي عنه، فهو إما أن يكون مضبوطا عنده اخباره قبل الانحراف، والمدار على الرواية في وقت النقل، وكان صالحا، وإما لأنه كان من مشايخ الأجازة كما يظهر من كلام ابن الغضائري، واما لأنه لو (2) نقل الكتابين إلى كتابه كانوا قابلوا ورأوا صحته، فعملوا به، واما لأن الذم كان بمعنى آخر، ولا ينافي كونه ثقة معتمدا عليه في النقل، كما يظهر من النجاشي (3)، نتهى. وفي كلامه شواهد لجملة مما ذكرناه، وأراد بالكتابين ما نقله العلامة عن ابن النضائري، قال: وتوقف ابن الغضائري في حديثه، الا فيما يرويه عن الحسن ابن محبوب من كتاب المشيخة، ومحمد بن ابي عمير من - نوادره، وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيهما (4). د - أن تكون أخباره ورواياته التي كانت في أيدي الأصحاب مما جمعها في كتابه، أو رواها عن حفظة، مضبوطة معينة، معروضة على الاصول التي هي موازين للرد والقبول، فرأوها صحيحة خالية عن الغث والتخليط، فأجازوا النقل عنه، وجميع ما ذكرناه آت في كثير من أضرابه، فكن على بصيرة فيما ذكررا فيهم من الذموم، وما فعلوا بهم في مؤلفاتهم، حتى لا تظن المناقضة ________________________________________ (1) الفقيه 4: 128، من المشيخة. (2) ظاهرا: لما " قدس سره ". روضة المتقين 14: 47، وانظر رجال النجاشي: 83 / 199. (4) رجال العلامة: 202 / 6. (*) ________________________________________