وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بذلك لأن الشرع ألزمه حاجتها كالنفقة ولا يمكنه أن يأتيها بكفه فلا بد أن يتخذ وعاء لذلك لأن ما لا يتأتى إقامة المستحق إلا به يكون مستحقا ( قال ومن فعل شيئا مما ذكرنا فهو مأمور باتمامه لقوله تعالى ! < ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها > ! ) الآية وهذا مثل ذكره الله تعالى لمن ابتدأ طاعة ثم لم يتمها فيكون كالمرأة التي تغزل ثم تنقض فلا تكون ذات غزل ولا ذات قطن ومن امتنع من الأكل والشرب والاستكنان حتى مات أوجب على نفسه دخول النار لأنه قتل نفسه قصدا فكأنه قتلها بحديدة وقال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجيء بها نفسه في نار جهنم ثم تأويل اللفظ الذي ذكره من وجهين أحدهما أنه ذكره على سبيل التهديد وأضمر في كلامه معنى صحيحا وهو أنه أراد الدخول الذي هو تحلة القسم قال الله تعالى ! < وإن منكم إلا واردها > ! الآية والمراد داخلها عند أهل السنة والجماعة والثاني أن المراد بيان جزاء فعله يعني أن جزاء فعله دخول النار ولكنه في مشيئة الله تعالى إن شاء عفى عنه بفضله وإن شاء أدخله النار بعدله وهذا نظير ما قيل في بيان قول الله تعالى ! < فجزاؤه جهنم خالدا فيها > ! إن هذا جزاؤه إن جازاه الله به ولكنه عفو كريم يتفضل بالعفو ولا يخلد أحدا من المؤمنين في نار جهنم ( قال وكل أحد منهى عن افساد الطعام ومن الإفساد الإسراف ) وهذا لما روى أن النبي نهى عن القيل والقال وعن كثرة السؤال وعن إضاعة المال وفي الإفساد إضاعة المال ثم الحاصل أنه يحرم على المرء فيما اكتسبه من الحلال الإفساد والسرف والخيلاء والتفاخر والتكاثر أما الإفساد فحرام لقوله تعالى ! < وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة > ! الآية وأما السرف فحرام لقوله تعالى ! < ولا تسرفوا > ! الآية وقال جل وعلا ! < والذين إذا أنفقوا > ! الآية فذلك دليل على أن الإسراف والتقتير حرام وأن المندوب إليه ما بينهما وفي الإسراف تبذير وقال الله تعالى ! < ولا تبذر تبذيرا > ! ثم السرف في الطعام أنواع فمن ذلك الأكل فوق الشبع لقوله ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان لا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس وقال يكفي بن آدم لقيمات يقمن صلبه ولا يلام على كفاف ولأنه إنما يأكل لمنفعة نفسه ولا منفعة في الأكل فوق الشبع بل