وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 58 ] فأوسعني قبل العطاء كرامة * ولا مرحبا بالمال إن لم اكرم وهذا ربما يؤخذ منه أنه لا يتهالك على المال، وانه يؤثر عليه صيانة العرض والكرامة، استمساكا بالعزة والانفة، لا كمن يمدح الملوك للاسترفاد وأخذ المال بأي وسيلة ممكنة. وهذا توسط بين طرفي الابتذال والاباء، لا يعاب سالكه ولا يهدم شرف الشريف انتهاجه، ولربما يدعم بمثل قوله للمهلبي: فهذا ثنائي لا أريد به الغنى * أبى المجد أني أجعل المدح مكسبي كم عرضوا لي بالدنيا وزخرفها * لمع الهلوك فلم أرفع لها راسا أريد الكرامة لا المكرمات * ونيل العلا لا العطايا الجساما وهذا التوسط هو الذي صيره مقلا - فيما يزعم - على وفور ما عنده، وهو الذي جعله يلهج بالقناعة كثيرا، ويكثر من التلهف على بلاغ من العيش يناله بعزة، نحو قوله: من لي ببلغة عيش غير فاضلة * تكفني عن قذى الدنيا وتكفيني أخي ! من باع دنياه وزخرفها * بصونه كان عندي غير مغبون وعلى العلات، فاني لا أعرف في عصر الشريف بل في اكثر العصور شاعرا استكبر على الكسب بالشعر، بل لا نكاد نعرف للشعراء غرضا من نظم الشعر في الاغلب إلا التماس الوفر به، لكن الشريف يتكبر على تلك العادة السيئة ويأنف من المدح، إلا أن يكون فيه نوع من الكرامة لا يحط من شرفه ولا يضع من مقداره، ولذا نراه يندد بمن لا يبالي إذا حصل له المال من اي طريق اجتلبه. ________________________________________