وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 56 ] غالبه، ونسقنا فيه كثيرا من شعره الغزلي الغرامي، فان نفسه العزيزة وروحه المتوثبة قد اثرت فيه لدرجة أخرجت كثيرا منه عن مناهج الغرام المأثورة. وهذا ما لا نتردد فيه، لانه أول شئ يظهر لنا من خصائصه الخلقية، ولكن السيرة تنبؤنا عن بلوغه من العزة والانفة مرتبة قد نقف عندها موقف الشاك المتردد، تنبؤنا متفقة أنه لم يقبل قط صلة حتى من ابيه وحتى من ملوك بني بويه، وأنه كان يقنع من هؤلاء بالاحترام وصيانة الجانب واكرام الاتباع [ 1 ]. وتقول: إن أبا إسحاق ابراهيم بن محمد بن أحمد الطبري أنف له أن يقيم في دار ابيه بباب محول ولا تكون له دار تخصه منذ شبابه، ومنذ كان يقرأ عليه القرآن، ولكن كيف يقبل الشريف هبة استاذه له داره (دار البركة) وهو لم يقبل قط صلة من أبيه ! [ 2 ] ونحن إذا أردنا أن نبرهن على ذلك من غير ناحية شعره، واستعرضنا تأريخ حياته الاجتماعية والادبية، لا نجد عينا ولا اثرا لمثل قول: (مدحه في عيد كذا فوصله بصلة سنية... وهناه في وقعة كذا فأجازه ببدرة...)، ونجد هذه القضايا المكافاتية مثبتة في سيرة جميع من عداه من الشعراء البارزين وإن عظموا، كما انا لا نجد في شعره طلبا ولا استرفادا حتى بالاشارة، إلا ان يكون نزرا يخفي على الفحص البالغ، وذلك كقوله لبهاء الدولة: ________________________________________ (1) العمدة وشرح النهج. (2) ابن ابي الحديد في شرحه عن تأريخ ابي الفرج بن الجوزي. (*) ________________________________________