وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 34 ] لو كان مثلك كل أم برة * غني البنون بها عن الآباء إن هذا الدور الاول بما فيه من نوائب جمة وقعت على ذلك الشاب الوديع فجاءة، هو الذي جعله يكثر في شعره - حتى في دور الهناء والصفاء - من ذم الزمان وكيد الاعداء والحساد، ويتلهف كثيرا لماض يتمنى رجوعه، ويتوجع لحادث لم يسبق له مثيل في آله، ويستطرد من ذلك الى ذكر مصائب ومصارع آبائه الاقدمين، وانتهاك حرمتهم واغتصاب حقوقهم. ولقد اثر هذا في خياله في النسيب الذي يستهل به قصائده، فحوره إلى ما كان متضمنا للبكاء على الدمن والتوجع للفراق والاحتراق بلظى التصابي، وما إلى ذلك من الاتجاهات البعيدة عمن ثقفته الحضارة، وارتبى في مهاد الترف. وإذا قرنته بابن المعتز وبأبي فراس الحمداني، تجد هذا قد أثر حب الحرب في خياله، كما اثر اللهو والترف على طبع الاول، اما الشريف فقد أثر الحزن على خياله في النسيب، ولعلما كان ذلك أحد الاسباب في مجانبته الغزل. [ 2 ] دور الطائع وشرف الدولة: يبتدئ هذا الدور بدخول شرف الدولة إلى بغداد، أو بعد فتحه لفارس، حينما هلك ابوه العضد، ولابد أن يكون هذا قد اتصل بأبي أحمد سجين القلعة بفارس، وأن ابا أحمد استغل تلك الفرصة بالاساليب التي تقربه منه، وفي الوقت ذاته كان شرف الدولة يحتاج إلى مثل ابي احمد الذي يعرف بغداد ويعرف السراة والزعماء والامراء، ومن يوالى العضد ويناويه، ولا ننس أن شرف الدولة يعرف أن ابا احمد هو رجل الجد والعمل، وهو ________________________________________