وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 5 ] غريبه عرف غريب القرآن (1) وبدأ التأليف فيه العصر الثاني لعصر الرسول (ص) كما وصفه إبن الأثير في النهاية: (... وفي العصر الثاني كان اللسان العربي عندهم صحيحا محروسا لا يتداخله الخلل، ولا يتطرق إليه الزلل إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العرب غير جنسهم من الروم والفرس والحبش والنبط وغيرهم من أنواع الأمم الذين فتح الله على المسلمين بلادهم، فاختلطت الفرق، وامتزجت الألسن، وتداخلت اللغات، ونشأ بينهم الأولاد، فتعلمو من اللسان ما لا بد لهم في الخطاب منه، وحفظوا من اللغة ما لا غنى لهم في المحاورة عنه، وتركوا ما عداه لعدم الحاجة إليه وأهملوه لقلة الرغبة في الباعث عليه، فصار بعد كونه من أهم المعارف مطرحا مهجورا، فما إنقضى زمانهم على إحسانهم إلا واللسان العربي قد إستحال أعجميا أو كاد فلا ترى المستقل به والمحافظ عليه إلا الآحاد). (2) بهذا الوصف الموجز الرائع يحدثنا العلامة ابن الأثير عن الأسباب المهمة التي أوجبت على العلماء الاهتمام بهذا العلم الشريف وحثهم على التأليف فيه حفظا له من الضياع، وفي حفظه أمانا للغة العربية من الاندثار، وصونا لمعاني الكلمات القرآنية والأحاديث النبوية من النسيان، وهي أسباب مهمة جدا حفزت أئمة اللغة وعلمائها للتأليف في ________________________________________ 1 - قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي في معالم السنن: الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل، والغريب من الكلام يقال به على وجهين، أحدهما: أن يراد به إنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الآخر: أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت الينا الكلمة من لغاتهم إستغربنا انتهى، ولا يقصد من هذا التعريف غريب القرآن لأن القرآن الكريم نزل بلغة فهمها الناس على مختلف طبقاتهم وتفاوتهم في المعرفة والفهم. 2 - مقدمة النهاية ص 3، 4، وكشف الظنون ج 3 ص 1203. (*) ________________________________________