وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 47 ) 1 ـ أن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل المدينة. 2 ـ أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة. 3 ـ أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة (1). ولكل من هذه الاصطلاحات مبررها التأريخي، فالقول الأول ينظر إلى مكان النزول دون الالتفات إلى حدث الهجرة، فالمكي ما نزل في مكة وإن كان بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة لا خارج حدودها، فالمكان جزء من التأريخ في عملية التحديد. والقول الثاني، وهو المشهور، ينظر إلى الزمان من خلال حدث الهجرة، والزمان جزء من التاريخ، وإن لم يكن التأريخ بعينه، فما نزل قبل الهجرة فمكي، وما نزل بعد الهجرة فمدني. والقول الثالث، ينظر إلى الأشخاص، فما وقع خطابا لأهل مكة فهو مكي بحكم من نزل بين ظهرانيهم، وما وقع خطابا لأهل المدينة فهو مدني بلمح من نزل فيهم، والأشخاص عنصر التأريخ ومادته الأولى. إلا أن المشهور بين العلماء والمفسرين، وهو الرأي الثاني لاعتبار الهجرة هي الحدث الفصل في تأريخ الرسالة الإسلامية، فالمكي ما نزل قبلها، وإن خوطب به أهل المدينة، وإن نزل حواليها كالمنزل بمنى وعرفات والجحفة مثلا، أو خارجها كالمنزل في الطائف أو بيت المقدس، بل وإن كان حكمه مدنيا. والمدني ما نزل بعد الهجرة، وإن خوطب به أهل مكة، وإن نزل حواليها كالمنزل ببدر وأحد وسلع مثلا، أو خارجها كالمنزل في الحديبية أو في مكة في حجة الوداع، بل وإن كان حكمه مكيا. والحق أن علمائنا القدامى قد عنوا في هذا الجانب عناية فائقة، تتناسب مع جلال القرآن وعظمته، واعتبروا علم نزول القرآن زمانيا ومكانيا ____________ (1) ظ: الزركشي، البرهان: 1 | 187.