وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 35 ) نزل القرآن بأرقى صور الوحي، وتأريخ نزوله يمثل تأريخ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو تأريخ يستغرق ثلاثة وعشرين عاما (1). هذه الحقبة الذهبية هي تأريخ الرسالة المحمدية في عصر صاحب الرسالة، والعناية بها منبثقة عن عناية الوحي بصاحبها، وبتواجده معه، يحمله العبء حينا، ويلقي له بالمسؤولية حينا آخر، ويتناول عليه بآيات الله بين هذا وذاك. وكان نزول القرآن مدرجا، وتفريقه منجما، مما أجمعت عليه الأمة، وصحت به الآثار الاستقرائية، استجابة للضرورة الملحة، واقتضاء للحكمة الفذة في تعاقب التعليمات الإلهية، يسرا ومرونة واستيعابا. والذي يهمنا في هذه المرحلة، عطاؤها الإنساني في ضبط النص القرآني، ودقة أصوله ووصوله من ينابيعه الأولى، وهو موضوع البحث. يكاد أن يتوافر لنا اقتناع نطمئن إليه بأن أوائل سورة العلق: هو أول ما نزل من القرآن. ومنشأ هذا الاقتناع تأريخي وعقلي، أما التاريخي فمصدره إجماع ____________ (1) هنالك عدة أقوال في مدة نزول القرآن ؛ فقيل: عشرون، أو ثلاث وعشرون، أو خمس وعشرون سنة. وهو مبني على الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد النبوة ؛ فقيل عشر سنوات، وقيل ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة سنة. ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة إنها عشر. ( ظ: الزركشي: 1 | 232 ) فإذا علمنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة، وتوفي وعمره ثلاث وستون سنة، ترجح أن تكون مدة الوحي ثلاثة وعشرين عاما.