وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 29 ) والقرآن نازل من عند الله بألفاظه نفسها، وما مهمة جبرائيل عليه السلام إلا تبليغ الوحي كما تسلمه، وهو آيات الكتاب الكريم بنصوصها خالصة بدلالة قوله تعالى: ( تلك ءايات الله نتلوها عليك... ) (1). وقد اختار السيوطي ذلك تعبدا بلفظ القرآن إعجازا، فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه، وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة، فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه (2). وخصوصية القرآن التعبد بتلاوته لأن ألفاظه نازلة من الله تعالى فلا تدانيها خصوصية أخرى، لأن هناك ما هو نازل من السماء كالأحاديث القدسية، ولكنها ليست بقرآن، فلا خصوصية للتعبد بتلاوتها. وإن أخذنا بمضامينها حرفيا، ولكنها لم تنزل بألفاظها المخصوصة لها كما هو شأن القرآن. والحديث النبوي نتعبد به أمرا ونهيا، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرسل الحديث ويقوله، ويتبع ذلك أهله وأصحابه، ثم يتلو القرآن ويقرؤه، فما اتفق يوما أن تشاكل النصان، أو تشابه القولان، ولو كان معنى القرآن ينقل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيا، أو وحيه ينقل إليه معنى، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوغه بلفظه، ويعبر عنه بكلامه، لاشتبه القرآن بالحديث، والحديث بالقرآن، من وجهة نظر بلاغية على الأقل، بينما العكس هو الصحيح، فالخصائص الأسلوبية في القرآن تدل عليه، وخصائص الحديث تدل عليه، فكل له أسلوبه المتميز، ومنهجه الخاص حتى عرف ذلك القاصي والداني، ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن وممن جحدهما، فالقرآن كلام الله، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم ينقله كما سمعه، بلفظه الدال على معناه، وبمعناه الذي نطق به لفظه، لا شيء من محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا النقل الأمين، والحديث كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتفوه به فيشرع ويحكم، لأنه المصدر الثاني بعد القرآن للشريعة الإسلامية، قال تعالى: ( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا... ) (3). ____________ (1) آل عمران: 108. (2) ظ: السيوطي، الاتقان: 1 | 128. (3) الحشر: 7.