وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 22 ) عليه، ولكنه لا يعدو الوقت المناسب في تقدير الله عز وجل، وما تحويل القبلة إلى الكعبة، وإبطاء الوحي في حادثة الإفك، وفترة الوحي حينا، والتلبث في قصة أهل الكهف، إلا شواهد تطبيقية على ما نقول، وأدلة مثبتة: أن الوحي خاج عن إرادته، ومستقل عن ذاته. ولا شك أن النبي صلى الله عليه واله وسلم آمن منذ اللحظة الأولى ـ بقناعة شخصية متوازنة ـ بأن ما يوحى إليه ليس من جنس الأحلام وأضغاثها، ولا من سنخ الرياضيات ومسالكها، ولا من باب الأحاسيس القائمة على أساس من الذكاء والفطنة، ولا من قبيل التخيلات المستنبطة من الحدس والفراسة، وإنما كان بإيمان نفسي محض بأنه نبي يوحى إليه من قبل الله تعالى، وما الروايات والإسرائيليات القائلة بشكه في الظاهرة إلا ضرب من الأخيلة التي لا يدعمها دليل. " والحق أن وحي النبوة والرسالة يلازم اليقين من النبي صلى الله عليه واله وسلم والرسول بكونه من الله تعالى على ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام " (1). ويوحي الله عز وجل لملك الوحي، ما يوحيه الملك إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الله، ويتسلم النبي صلى الله عليه واله وسلم الوحي، فالوحي واحد هنا مع تقاسم المسؤولية، وهو عام بالنسبة لكل الأنبياء، وخاص بالنسبة لوحي القرآن ايضا، فالملك يؤدي عن الله لمحمد، ومحمد يتلقى ذلك الوحي من الملك، ويؤدي ما يوحي به إليه إلى الناس، وكان ذلك طريق الوحي القرآني فحسب، وقد صرح به القرآن الكريم بقوله تعالى: ( وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * ) (2). والروح الأمين هو جبرائيل عليه السلام بإجماع الأمة والروايات ؛ قال طبرسي ( ت: 548 هـ ): " يعني جبرائيل عليه السلام، وهو أمين الله لا يغيره، ولا يبدله... لأن الله تعالى يُسمِعه جبرائيل عليه السلام فيحفظه، وينزل به على الرسول ____________ (1) الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: 20 | 328. (2) الشعراء: 192 ـ 194.