وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(505) الدنيا، وهي شاهدة له من تدبيرها وتوثقها وتقلب النعم فيها أعمى عن اعتماد (1) الصواب الذي هو مقتضاها، فهو في الآخرة التي هي غائبة (2) عنه " أعمى وأضل سبيلا " وقال قوم: من كان في هذه الدنيا أعمى عن طريق الحق، فهو في الاخرة أعمى عن الرشد المؤدي إلى طريق الجنة. وقال أبوعلي: فهو في الآخرة أعمى عن طريق الجنة. ومن فخم في الموضعين، فلان الياء فيهما قد صارت ألفا لانفتاح ماقبلها. والاصل فمن كان في هذه اعمى، فهو في الآخرة أعمى، ومن كان فيما وضعناه من نعيم الدنيا اعمى، فهو في نعيم الآخرة اعمى. واما تفريق ابي عمروبين اللفظين فلا ختلاف المعنى، فقال ومن كان في هذه اعمى ممالا، فهو في الاخرة اعمى بالفتح اي أشد عما، فجعل الاول صفة بمنزلة أحمر وأصفر، والثاني بمنزلة أفعل منك، كقوله " وأضل سبيلا " اي اعمى قلبا. والعمى في العين لايتعجب منه بلفظة (أفعل)، ولا يقال ماأعماه، بل يقال ماأشد عماه، وفي القلب ماأعماه بغير أشد، لان عما القلب حمق، كماقال الشاعر لمرور ماأحمره وأبيضه، فقال: أما الملوك فأنت اليوم ألامهم * لؤما وأبيضهم سربال طباخ (3) وقال بعضهم: لاوجه لتفريق ابي عمرو، لان الثاني، وإن كان بمعنى (أفعل منك " فلايمنع من الامالة، كمالم يمنع بالذي هو ادنى، قال ابن خالويه ابوعبدالله إنمااراد ابوعمرو ان يفرق بينهما لما اختلف معناهما، واجتمعا في آية واحده، كماقرأ " ويوم القيامة يردون " يعني الكفار، ثم قال في آخر؟ " عما تعملون " (4) اي أنتم وهم، ولو وقع مفردا، لاجاز الامالة والتفخيم فيهما، قال ابوعلي: ومن أمال الجميع كان حسنا، لانه ينحو نحوالياء بالالف ليعلم انها منقلبة إلى الياء وان كانت فاصلة او مشبهة للفاصلة، فالامالة حسنة فيها، لان الفاصلة موضع ـــــــــــــــــــــــ (1) في المخطوطة (اعتقاد) (2) أثبتنا مافي المخطوطة، وكان في المطبوعة (غايته) (3) تفسير القرطبي 10 / 299 وتفسير الشوكاني 3 / 238 (4) سورة البقرة آية 85