وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[63] ويتصوّر البعض أنّ مبدأ العلّية ـ وهو علم حصولي ـ يستحصل من العلم الحضوري ( النفس ) بالنسبة إلى ( أفعال النفس ) . وفي إيضاح ذلك يقولون أنّ الروح الإنسانية تحسّ باُمور في أعماقها تابعة لها وقائمة بها كالتصوّر والأفكار والإرادات والقرارات .. هذه كلّها أفعال الروح الإنسانية ومعلولة لها ، ومن خلال العلاقة بين هذه الأفعال والروح يمكن أن نكتشف قانون العلّية ، ثمّ يستندون في ذلك إلى قول لإبن سينا حيث يقول : " فانّا ما لم نثبت وجود الأسباب لمسبّبات من الاُمور بإثبات انّ لوجودها تعلّقاً بما يتقدّمها في الوجود ، لم يلزم عند العقل وجود السبب المطلق ، وأنّ ههنا سبباً ما ، وأمّا الحسّ فلا يؤدّي إلاّ إلى الموافاة وليس إذا توافى شيئان وجب أن يكون أحدهما سبباً للآخر ...(1). ولا شكّ في أنّ هذا خطأ كبير ومن المستبعد أن يقصد ابن سينا هذا المعنى لأنّ هذه التحليلات بشأن الروح وأفعالها هي من إختصاص الفلاسفة لا عموم الناس ، في حين أنّ عامّة الناس يعرفون قانون العلّية حتّى الأطفال منهم ، ولا شكّ في أنّ ذلك حصل لهم من خلال التجارب الخارجية والحسّية كما أسلفنا ، غير انّ العقل ما لم يحلّل هذه التجارب وما لم يجعل من القضايا الجزئية أمراً عامّاً ، فنحن لا ندرك ( قانون العلّية ) ، وعليه فانّ الأساس في معرفة هذا القانون هو التجربة إضافة إلى العقل ، ولعلّ ابن سينا يقصد ذلك ولا يمكن قبول غيره ، بيد انّا لا ننكر انّ الفلاسفة والعلماء يسهل عليهم معرفة العلّية من خلال الأفعال النفسية كما يمكن ذلك عن طريق الحسّ . كما انّ ثمّة طريق إستدلال واضح يوصل إلى هذا الأمر ، وهو أنّنا لو أنكرنا قانون العلّية وجب أن لا يكون شيء شرطاً لشيء ، وسوف ينشأ كلّ شيء من أي شيء ، بل يجب رفض مناهج الإستدلالات العقلية أيضاً . وللوصول إلى ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الشفاء : الفصل الأوّل ، مقالة الإلهيات الاُولى : ص8 .